والكبر ونقص بعض الأجزاء وزيادته ما دامت الصورة الإنسانيّة محفوظة في جميع ذلك ، فكذلك طبيعة الصلاة ، ومثل هذا المعنى يمكن أن يفرض في سائر العبادات أيضا.
ويؤيّده اختلاف التعبيرات في باب الصلاة وسائر المركّبات ؛ إذ المركّب لما كان قوامه وتحقّقه بتحقّق جميع أجزائه فلذا بعد تحقّقها يعبّر بأنّه وجد المركّب ، ولكن في باب الصلاة من حين الشروع بها يعبّر بأنّ فلان شرع في الصلاة ، وفي أثنائها يعبّر بأنّه مشغول بالصلاة ، وبعد إتمامها يعبّر بأنّه فرغ من الصلاة ، ولا يعبّر بأنّ الآن تحققت الصلاة. فيستكشف أنّ الصلاة حقيقة واحدة وراء هذه الأجزاء والشرائط التي توجد مع تكبيرة الإحرام ، ويستمرّ إلى أن يتحقّق التسليم والفراغ منها ، فتكون الأجزاء بمنزلة المواد لها ، فلذا لا يضرّ الاختلاف في كيفيّتها وكمّيّتها في أصل الحقيقة ؛ لأنّ شيئيّة الشيء وحقيقته بصورته لا بمادّته. وهذا المعنى متحقّق في الصلوات الصحيحة دون الفاسدة. انتهى.
ويؤيّده أيضا الروايات الواردة في باب الصلاة ، بأنّ الصلاة تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ، كما أنّ الحجّ تحريمه التلبية ، وتحليله الحلق ، أو التقصير.
ويستكشف منها أنّ الصلاة حقيقة خاصّة وراء الأجزاء والشرائط ، بل هي بمنزلة المواد لها ، ومعلوم أنّ شيئيّة الشيء بصورته لا بمادّته.
ولكنّه مخدوش : أوّلا : بأنّه لا شكّ في مدخليّة المادّة كالصورة في شيئيّة الشيء ، إلّا أنّ الأصالة في الدخل تكون بالصورة ، فكيف يمكن تحقّق الحقيقة بتحقّق الصورة فقط؟!
وبعبارة اخرى : إذا كان للركوع أو السجود مدخليّة في حقيقة الصلاة