الأوّل والثاني
احتياج العلم إلى الموضوع وأنّ الموضوع في كلّ علم يكون واحدا
فقد أنكر استاذنا
السيّد الإمام ـ دام ظلّه ـ الأوّل ، وبيان ذلك ـ حسب تقرير مقرّره ـ : أنّه لم يكن
لمدوّن العلم في بادئ الأمر موضوع مشخّص معلوم حتّى يبحث حوله ، بل العلوم كانت في
بادئ الأمر عدّة مسائل متشتّة ومباحث مهملة ناقصة ، وأضافوا إليها في طول الزمان
مسائل متجدّدة حتّى بلغ ما بلغ ، بحيث تعدّ بالآلاف من المباحث والمسائل ، بعد ما
كانت أوّل نشوءها تبلغ عدد الأصابع.
ويشهد لذلك ما
نقله الشيخ الرئيس في تدوين المنطق عن المعلّم الأوّل : من أنّنا ما ورثنا عمّن
تقدّمنا في الأقيسة إلّا ضوابط غير مفصّلة ، وأمّا تفصيلها وإفراد كلّ قياس بشروطه
فهو أمر قد كدّرنا فيه أنفسنا .
وعلى هذا لم يكن
في بادئ الأمر موضوع معيّن للعلوم ، وهذا الاستدلال منوط بدعوى الاستاذ.
وأمّا ما قرّره
المقرّر ـ من أنّه لا يصحّ أنّ تكون نسبة موضوع العلم
__________________