اختصاص
بالإنشائيّات.
قلنا : فرقه أنّ
المتكلّم قد يتعلّق غرضه بإيجاد نفس هذه النسبة ، وقد يتعلّق بالحكاية عن النسبة
الواقعة ، مثلا : مفاد كلمة «بعت» إخبارا وإنشاء واحد ، وهي النسبة المتعلّقة
بالملكيّة ، فقد يقصد وجود تلك النسبة خارجا بوجودها اللفظي ، فليس وراء قصد
الإيجاد أمر آخر وهو الإنشاء ، وقد يقصد زيادة على ثبوت المعنى تنزيلا الحكاية عن
ثبوته في موطنه أيضا وهو الإخبار.
ثمّ قال في آخر
كلامه : فلا ينتقض باستعمال الألفاظ المفردة في معانيها فإنّها كالإنشائيّات من
حيث عدم النظر فيها إلّا إلى ثبوتها خارجا ثبوتا لفظيّا ، غاية الأمر أنّها لا
يصحّ السكوت عليها ، بخلاف المعاني الإنشائيّة ، وهذا أحسن ما يتصوّر في شرح حقيقة
الإنشاء ، وعليه يحمل ما أفاده استاذنا العلّامة ، لا على أنّه نحو وجود آخر في
قبال جميع الأنحاء المتقدّمة فإنّه غير متصوّر.
أقول : لا يخفى
أنّ كلامه قدسسره يكون موردا للإشكال من جهتين :
الاولى : من جهة
حمل كلامه على هذا المعنى ؛ إذ لا شكّ ولا شبهة في عدم ظهور كلامه في المعنى
المذكور ، ولذا لا دليل لحمل كلامه عليه ، إلّا من حيث عدم معقوليّته كما صرّح في
آخر كلامه ؛ إذ الوجود منحصر بأنحاء أربعة كما قال به المحقّقون من الفلاسفة.
والتحقيق : أنّ
انحصار الحقائق والواقعيّات والماهيّات فيها غير قابل للإنكار ، ولكن مع ذلك لا
إشكال في أنّ للملكيّة أيضا تحقّقا ووجودا إذا حصلت بالحيازة أو الإرث ، مع أنّه
لم يكن من أنحاء الوجود الأربعة ، فلا بدّ له قدسسره في مقام الجمع بينهما من القول بأنّ تقسيم الوجود بالأقسام
الأربعة