لذاته ينافي المعقول من كونه ممكن الوجود لذاته [وبالعكس. وأيضا] (١) المعقول من كونه حجما متحيزا ، ينافي المعقول من كونه [موجودا] (٢) مجردا ، فجميع هذه الاعتبارات متناقضة متغايرة ، وصريح العقل شاهد بأن المعقول من كونه موجودا محصلا في الأعيان ، لا يناقض شيئا من هذه الاعتبارات ولا ينافيها. وذلك يدل على أن كونه موجودا ، مفهوم مغاير لهذه الاعتبارات المخصوصة باقي مع كل واحد منها. وذلك يدل على أن المفهوم من كونه موجودا [مفهوما] (٣) واحدا لا يختلف باختلاف هذه [الصور] (٤).
العاشر : إنا إذا قلنا : الوجود غير مشترك فيه بين جميع الموجودات. فهذا الحكم إنما يتناول جميع الموجودات ، لو كان المفهوم من الوجود من حيث إنه وجود ، مفهوما واحدا. إذ لو كان الوجود له مفهومات كثيرة ، فلعل هذا المفهوم ، وإن كان غير مشترك فيه بين الموجودات ، فالمفهوم الآخر يكون مشتركا فيه بين كل الموجودات. فيثبت أن قولنا : الوجود غير مشترك فيه ، إنما يعم هذا الحكم ، وثبت في كل موجود ، ولو ثبت أن الوجود مشترك [فيه] (٥) يثبت : أن قولنا : الوجود غير مشترك فيه : كلام ، يفضي [ثبوته] (٦) إلى نفيه. فيكون باطلا.
واعلم أنا قد استقصينا هذه المسألة في أول كتاب الوجود وأحكامه. إلا أنا إنما أعدناه مع زوائد كثيرة في هذا الموضع ، حتى يكون الكلام في هذه المسألة مجموعا في موضع واحد.
وثبت بهذه البراهين : أن لفظ الوجود (٧) الواقع على الواجب [لذاته] (٨) وعلى الممكن لذاته ليس بحسب الاشتراك اللفظي فقط ، بل بحسب أنه يفيد معنى واحدا مشتركا فيه بين الضدين (٩) وإذا ثبت هذا
__________________
(١) من (س).
(٢) من (ز).
(٣) من (ز).
(٤) من (ز).
(٥) من (س).
(٦) من (ز).
(٧) الموجود (س).
(٨) من (ز).
(٩) الصورتين (ز).