منافع النجوم ومرافقها ، فيقال : إنها لم تنر للمدلج الساري.
والبيت الأخير الذي أوله " لا مرحبا ببياض " في معنى هذا البيت الذي تكلمنا عليه، لأنه ذم لبياض الشيب لما لم يكن بياضا لذي منفعة كغرة الصبح ولمع النور. وهذا تصرف في المعاني وتحكم فيها.
* * *
ولي من قصيدة أولها " عتاب لدهر لا يمل عتابي " :
وإذ لم أرغ عند الغواني تغزلا |
|
فمثل مشيبي بينهن شبابي |
ولو كنت يوما بالخضاب موكلا |
|
خضبت لمن يخفى عليه خضابي |
فإن تعطني أولى الخضاب شبيبة |
|
فأن له أخرى بغير شباب |
وأين من الأصباح صبغه |
|
وأين من البازي لون غراب |
وأي انتفاع لي بلون شبيبة |
|
ولون أهاب الشيب لون أهابي |
وقد قلصت خطوى الليالي وثمرت |
|
بروحاتها من جيئتي وذهابي |
وكم ظفر الأقوام في البيض كالدمى |
|
بفوق المنى منهن لا بشباب |
فها الشيب مني عاريا غير مكتس |
|
ونصلا على رأسي بغير قراب |
معنى البيت الأول إنني إذا كنت لا أطلب الغزل عند الغواني ولا الحظوة منهن فلا فرق بيني وبين مشيبي وشبابي ، لأن الشيب إنما يحزن ويكرب من سلبه مودة الغواني وحطه عن رتبته بينهن وزوى عنه خدودهن.
ومعنى البيت الثاني النهي عن الخضاب من حيث كان غير خاف ، لأنه إذا كان لا ينبغي أن يخضب إلا لمن يخفى عليه خضابه ولم يك خافيا فلا معنى لتكلف الخضاب الذي لا يخفى.
ومعنى البيت الثالث معروف ، وقد قيل :