قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رسائل الشريف المرتضى [ ج ٤ ]

رسائل الشريف المرتضى [ ج ٤ ]

158/360
*

فأما ثغرة الهم فإنما أراد به ناحية الهم ، وكذلك ثغرة الميلاد ، والثغرة في كلامهم هي الفرجة والثلمة ، وهي الثغر ، وهو البلد المجاور لبلد الأعداء البادئ لهم ، فكأن أبا تمام أراد أن الهموم هي الجالبة لشيبه والتي دخل من قبلها على رأسه الشيب دون جهة الميلاد ، لأنه لم يبلغ من السن ما يقتضي نزول الشيب.

وقال الآمدي : كان وجه الكلام أن يقول : من ثغرة الكبر أو من ثغرة السن لا من ثغرة الميلاد.

وهذا منه ليس بصحيح ، لأن العبارات الثلاث بمعنى واحد ويقوم بعضها مقام بعض، لأن الميلاد عبارة عن السن ، فمن تقادمت سنه تقادم ميلاده ومن قربت سنه وقصرت قصر وقرب زمن ميلاده.

وأنكر أيضا الآمدي قوله (نال رأسي) ، قال : وكان يجب أن يقول : حل برأسي أو نزل برأسي.

والأمر بخلاف ما ظنه ، لأن الجميع واحد وما نال رأسه فقد حل به ونزل. ونظير قوله (نال رأسي من ثغرة الهم) قولي من أبيات في الشيب سيجئ ذكرها بإذن الله تعالى :

ولو أنصفتني الأربعون لنهنهت

من الشيب زورا جاء من جانب الهم

ونظير قوله (طال إنكاري البياض) قول البحتري :

وكان جديدها فيها غريبا

فصار قديمها حق الغريب

وله ـ وقيل إنه منحول ـ في ذكر الخضاب :

فإن يكن المشيب طرا علينا

وأودى بالبشاشة والشباب

فإني لست أدفعه بشئ

يكون عليه أثقل من خضاب