الحمراء ، وأنس.
قال : وهذا حديث غريب من هذا الوجه».
فأسقط منه جملة : «وفي
الباب ...» و «من هذا الوجه»!
وثالثاً : لقد أورد الترمذي هذا الحديث وبنفس السند في (كتاب تفسير
القرآن) وقال هناك بعده : «هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة» فأوضح
هناك قوله «من هذا الوجه» في كتاب المناقب ، وبذلك يتّضح أن الاستغراب ليس «لزيادةٍ
تكون في الحديث» كما توهّم الدكتور.
ورابعاً : على أنّ الترمذي قال : «وإنها تصحّ إذا كانت الزيادة ممن
يعتمد على حفظه» وحديثنا من هذا القبيل.
وخامساً : إن التعبير بالزيادة إنّما يصحّ فيما إذا علمنا بأنّ الذين
رووا الحديث بدونها لم ينقصوا من الحديث ، أمّا إذا احتملنا بأن الجملة من صلب
الحديث ـ ومن لم يروها فقد أسقطها متعمّداً أو لم تصل اليه بطريقٍ معتبر عنده ـ لم
يصح التعبير بالزيادة ... فقول الدكتور : «فلعل الترمذي استغربه من أجل هذه
الزيادة» فيه نظر.
وسادساً : وبغضّ النظر عن كلّ الوجوه ـ فإنّ الترمذي أخرج الحديث في (صحيحه)
في مناقب فاطمة ونصّ بعده قائلاً : «هذا حديث حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ،
وفي الباب عن ...» كما نقلناه في محلّه سابقاً ، ولذا صرّح غير واحدٍ من الحفاظ
كالذهبي بأنّ الترمذي أخرج هذا الحديث وصحّحه.
فلما ذا يغفل
الدكتور هذه الرّواية ، ويضع يده على التي قال في سندها : «غريب من هذا الوجه»؟! أهكذا
يكون البحث والتحقيق؟! يا منصفون؟!