قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

غاية المرام وحجّة الخصام [ ج ٦ ]

283/358
*

أمّا النبوّة لمحمّد عبدي ورسولي وأمّا الإمامة فلعليّ حجّتي ووليّي ، ولولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع يد عليّ بغدير خمّ حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم؟ وقد احتمل الحسن والحسين عليهما‌السلام يوم حظيرة بني النجّار فلمّا قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نعم الراكبان ، وأبوهما خير منهما ، وإنّه يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يا رسول الله قد أطلت هذه السجدة.

فقال عليه‌السلام : إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعاجله حتّى ينزل ، وإنّما أراد عليه‌السلام بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إمام ونبيّ ، وعليّ عليه‌السلام إمام ليس بنبيّ ولا رسول فهو غير مطيق لأثقال حمل النبوّة، قال محمّد بن حرب الهلالي فقلت له : زدني يا ابن رسول الله؟ فقال : إنّك لأهل للزيادة ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل عليّا عليه‌السلام على ظهره يريد بذلك أنّه أبو ولده وإمام الأئمّة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه تحول الجدب خصبا قال : قلت له : زدني يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا يريد أن يعلم بذلك قومه أنّه الذي يخفّف عن ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما عليه من الدين والعداة والاداء عنه من بعده.

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله زدني فقال : احتمله ليعلم بذلك أنّه قد احتمله ، فما حمل إلّا لأنّه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : يا علي إنّ الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي وذلك قوله عزوجل (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) أنزل الله عزوجل عليه (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم وعليّ نفسي وأخي ، أطيعوا عليّا فإنّه مطهّر معصوم لا يضلّ ولا يشقى ثمّ تلا هذه الآية : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) قال محمّد بن حرب : ثمّ قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : أيّها الأمير ولو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام عند حطّ الأصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إنّ جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت ، فقمت إليه وقبّلت رأسه وقلت له : الله أعلم حيث يجعل رسالته (١).

الثاني : شرف الدين النجفي قال : ذكر الشيخ الطوسي رحمه‌الله بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أتى بي إلى الكعبة فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منكبي ثمّ قال لي : انهض فنهضت فلمّا رأى منّي ضعفا قال : اجلس

__________________

(١) علل الشرائع : ١ / ١٧٣ / باب ١٣٩ / ح ١.