الباب الخامس والستون
في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «ستغدر بك الأمة بعدي»
والضغائن في صدور قوم والشدّة ،
وقوله صلىاللهعليهوآله : «اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»
من طريق العامة وفيه خمسة عشر حديثا
الأوّل : ابن أبي الحديد من العامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال : روى عثمان بن سعيد عن عبد الله العنوي أن عليا عليهالسلام خطب الناس بالرحبة فقال : أيها الناس إنكم قد أبيتم إلّا أن أقولها : وربّ السماء والأرض إن من عهد النبي صلىاللهعليهوآله الأمي إليّ أن الأمة ستغدر بك بعدي (١).
الثاني : ابن أبي الحديد قال : روى الهيثم ابن بشير عن إسماعيل بن سالم مثله ، وقد روى أكثر هذا الخبر بهذا اللفظ أو قريب منه (٢).
الثالث : ابن أبي الحديد قال : قال أبو بكر وحدّثنا علي بن حرب الطائي قال : حدّثنا ابن فضيل عن الاجلح عن حبيب عن ثعلبة بن يزيد قال : سمعت عليا يقول : أما ورب السماء والأرض ثلاثا إنّه لعهد النبي صلىاللهعليهوآله الأمي : لتغدرن بك الأمة من بعدي (٣).
الرابع : ابن أبي الحديد قال روى يونس بن حبّاب عن أنس بن مالك قال : كنا مع رسول اللهصلىاللهعليهوآله وعلي بن أبي طالب معنا فمررنا بحديقة فقال علي : يا رسول الله ألا ترى ما أحسن هذه الحديقة؟ فقال : إن حديقتك في الجنة أحسن منها ، حتى مررنا بسبع حدائق يقول عليّ ما قاله ويجيبه رسول الله صلىاللهعليهوآله بما أجابه ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله وقف فوقفنا فوضع رأسه على رأس علي وبكى ، فقال علي : ما يبكيك يا رسول الله؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني قال : يا رسول الله أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم؟ قال : بل تصبر ، قال : فإن صبرت؟ قال : تلاق جهدا قال : أفي سلامة من ديني؟ قال : نعم ، قال : فإذا لا أبالي (٤).
الخامس : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٦.
(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٦.
(٣) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٤٥.
(٤) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٨.