الباب الثالث والثمانون
في أن عليّا عليهالسلام وزير رسول الله ووارثه صلىاللهعليهوآله
من طريق العامّة وفيه أحد عشر حديثا
الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا حسين بن محمد الزارع قال : حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال : حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد ابن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله مسجده فذكر مؤاخاة رسول الله صلىاللهعليهوآله بين أصحابه فقال عليّ ـ يعني لرسول الله صلىاللهعليهوآله : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والذي بعثني بالحق نبيّا ما أخّرتك إلّا لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي.
قال : قال : ما أرث منك يا رسول الله؟
قال : ما ورث الأنبياء قبلي؟
قال : وما ورث الأنبياء قبلك؟
قال : كتاب الله وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي، ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اخوانا على سرر متقابلين المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض» (١).
الثاني : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي قال : حدّثنا أبو الحسين محمد بن السعدي البصري في جمادى الأوّل سنة احدى وثلاثين ومائتين قال : حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال : حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن ابن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله مسجده فقال : أين فلان ابن فلان ، فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتّى توافوا عنده ، فحمد الله وأثنى عليه وآخى بينهم وذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم ؛ فقال عليّ عليهالسلام : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما
__________________
(١) فضائل الصحابة لأحمد : ٢ / ٥٣٨ ح ١٠٨٥ والآية في سورة الحجر : ٤٧.