وأحضر سعد ما كان في بيت المسلمين فعزل الخمس منه وأنفذه إلى عليّ عليهالسلام وقال : بذلك أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ قسم الباقي على المسلمين كما كان يقسمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ أحضر من ماله مائتي ألف دينار ثيابا وغنما ونفذ الخمس منه إلى عليّ عليهالسلام ثمّ قسم الباقي على سائر الصحابة كما كان يفعل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فشق ذلك على أقوام ودخلوا عليه المسجد وقد تفرّقت عنه أصحابه وبنو عمه وسبّوه وثاروا عليه وداسوه بأرجلهم حتّى اختنق ، وفي حديث آخر أنه بقى أياما ولكزوا عليه رجلين فكمنّا له في ظاهر المدينة ثمّ رمياه بسهمين فقتلاه ، وذكروا بزعمهم (١) أن الجنّ قتلوه وانشدوا هذا الشعر :
قد قتلنا ملك الخزرج سعد بن عبادة |
|
ورميناه بسهمين فلم يخط فؤاده |
والحديث الأوّل أصح عندي وعند أهل التواريخ ، وماج الناس من أصحاب السقيفة وتحالفوا نوبة ثانية على أن كل من خالف أبا بكر قتلوه ، ثمّ خرج أبو بكر طالبا المسجد خاطبا لنفسه في اليوم الذي بايع فيه لسعد بن عبادة ، واجتمع الناس لها من كل مكان وأكثروا القال والقيل ، وأنكر عليه اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين وستة من الأنصار.
الحادي عشر : صاحب «سير الصحابة» قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى الهمداني عن محمد بن عليّ الطالقاني عن جعفر الكناني عن أبان بن تغلب قال : قلت لسيدي جعفر الصادق عليهالسلام جعلت فداك هل في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله من أنكر عليه؟ قال : نعم يا أبان الذي أنكر على الأوّل اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين وستة من الأنصار فمنهم خالد بن سعيد بن العاص الأموي وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمّار بن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي وبريدة الاسلمي ومن الأنصار قيس بن سعد بن عبادة وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وسهل بن حنيف وأبو الهيثم التيهان وابيّ بن كعب وأبو أيوب الأنصاري هؤلاء اجتمعوا وتشاوروا وعزموا أنّهم إن صعد أبو بكر منبر رسول اللهصلىاللهعليهوآله أن يحطونه ، والحديث طويل ليس هنا موضع ذكره ؛ لأن كل من هؤلاء الاثني عشر احتجّ على أبي بكر مما لا ينكره من النصوص عن النبيّ صلىاللهعليهوآله على عليّ عليهالسلام بالامامة والخلافة واحتجوا على أبي بكر بها (٢).
__________________
(١) ذكر في العقد الفريد : ٤ / ٢٤٧ ط. دار الاحياء أن الذي قتل سعد هو عمر بارسال شخص وقيل أنّه خالد ، وذكره البلاذري في انساب الاشراف : ١ / ٥٨٩ ح ١١٩٣ ط. مصر.
(٢) أقول : وها أنا أذكر لك تصريحهم وتصريح غيرهم بذلك :