عصره ، وفريد دهره ، ومستجاب الدّعوة (١).
وقال السّمعانيّ : لما خرج أبو إسحاق إلى نيسابور ، وخرج في صحبته جماعة من تلامذته ، كانوا أئمة الدّنيا ، كأبي بكر الشّاشيّ ، وأبي عبد الله الطبريّ ، وأبي معاذ الأندلسيّ ، والقاضي عليّ الميانجيّ ، وأبي الفضل بن فتيان قاضي البصرة ، وأبي الحسن الآمدي ، وأبي القاسم الزنجانيّ ، وأبي عليّ الفارقيّ ، وأبي العباس بن الرّطبيّ (٢).
وقال أبو عبد الله بن النّجار في «تاريخه» (٣) : ولد ، يعني أبا إسحاق ، بفيروزآباد ، بليدة بفارس ، ونشأ بها. ودخل شيراز. وقرأ الفقه على أبي عبد الله البيضاويّ ، وابن رامين. وقرأ على أبي القاسم الدّاركيّ (٤) ، وقرأ الدّاركيّ على المروزيّ صاحب ابن سريج.
وقرأ أبو إسحاق أيضا على الطبريّ ، عن الماسرجسيّ (٥) ، عن المروزيّ.
وقرأ أبو إسحاق أيضا على الزّجّاجيّ ، وقرأ الزّجاجيّ على ابن القاصّ صاحب ابن سريج.
وقرأ أصول الكلام على أبي حاتم القزوينيّ ، صاحب أبي بكر بن الباقلانيّ.
وكان أبو إسحاق خطّه في غاية الرّداءة (٦).
أنبأني الخشوعي ، عن أبي بكر الطّرطوشيّ قال : أخبرني أبو العباس
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٨ ، طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٩٥.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٨ ، طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٩١.
(٣) انظر : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٤٣.
(٤) الداركيّ : بفتح الدال المهملة المشدّدة ، والراء ، بينهما الألف ، وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى دارك ، قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ٥ / ٢٤٨).
(٥) الماسرجسي : بفتح الميم ، والسين المهملة ، وسكون الواو ، وكسر الجيم ، وفي آخرها سين أخرى ، هذه النسبة إلى ما سرجس وهو اسم لجد أبي علي بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورىّ الّذي أسلم على يدي عبد الله بن المبارك. (الأنساب ١١ / ٧٨).
والمذكور هنا هو : أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجسي أحد أئمة الشافعيين بخراسان. سمع منه أبو الطيب الطبري ، والحاكم أبو عبد الله. توفي سنة ٣٨٤ ه.
(٦) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٥٨.