أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمه بأربع سنين ، وهي فاطمة بنت الدّقاق (١).
قال عبد الغافر (٢) : هو أكبر الإخوة ، من لا ترى العيون مثله في الدهور ، ذو حظّ وافر من العربية (٣) ، وحصل الفقه ، وبرع في علم الأصول بطبع سيّال ، وخاطر ، إلى (٤) مواقع الإشكال ميال ، سباق إلى درك المعاني ، وقاف على المدارك والمباني.
وأما علوم الحقائق فهو فيها يشقّ الشّعر (٥).
قلت : وطوّل ترجمته.
٢٠٦ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عفيف (٦).
أبو منصور البوشنجيّ (٧) الهرويّ ، المعروف بكلاريّ (٨).
__________________
(١) انظر عنها في (المنتخب من السياق ٤١٩ ، ٤٢٠ رقم ١٤٣١).
(٢) في المنتخب ٢٨٣.
(٣) في المنتخب زيادة : «كان يذكر دروسا في الأصول والتفسير بعبارة مهذّبة سورية لا يتخطرق.
لسانه إلى لحن ، ولا يعثر لضعف في معرفته ووهن».
(٤) في الأصل : «الا».
(٥) في المنتخب زيادة : «وكأنه كان ينهي من الغيب الخبر ، ما كان في زمن زين الإسلام يحرص في شرح الأحوال ويراعي حرمته في المقال إلى أن انتهت نوبة الكلام إليه فانفتح ينبوع معانيه ، وتفتق نوار رموزه وإشاراته ، وصار مجلسه روضة الحقائق والدقائق ، وكلماته محرقة الأكباد والقلوب ، ومواجيده مقطرة الدماء من الجفون مكان الدموع ، ومفطرة الصدور بالتخويف والتقريع.
وامتدت أيامه بعد زين الإسلام ثلاث عشرة سنة ، ولو عاش لصار شيخ الإسلام والمشايخ بالإطلاق في خراسان والعراق لتقدمه ونسبه وعلمه ... خرّج له (الفوائد) المؤذّن الحافظ وقرئت عليه إلى أن توفي في السادس من ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة».
(٦) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : الإعلام بوفيات الأعلام ١٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٢ ، ٤٤٣ رقم ٢٢٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين رقم ١٥١١ ، والعبر ٣ / ٢٨٧ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٥٥ ، وتبصير المنتبه ٣ / ١١٩٩ ، وفيه : «عبد الرحمن بن علي بن محمد» ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٤.
(٧) البوشنجي : بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك. وقد تعرب فيقال : فوشنج. (الأنساب ٢ / ٣٣٢ ، ٣٣٣).
(٨) ويعرف أيضا ب «كلار».