ليس هذا عليّا. قلت : فمن هو؟ قال : إنّ الملائكة المقرّبين والملائكة الكرّوبيّين لمّا سمعت فضائل عليّ عليهالسلام ، وبخاصة سمعت قولك فيه «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» ، اشتاقت إلى عليّ ، فخلق الله لها ملكا على صورة عليّ ، فإذا اشتاقت إلى عليّ نظرت إلى ذلك الملك ، فكأنّها قد رأت عليّا عليهالسلام. (١)
وعن ابن عبّاس ، قال : إنّ المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ذات يوم وهو نشيط : أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى!
قال : فقوله «أنا الفتى» يعنى هو فتى العرب بإجماع ، أي سيّدها وقوله «ابن الفتى» يعني إبراهيم الخليل عليهالسلام ؛ من قوله عزوجل (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٢) ، وقوله «أخو الفتى» يعني عليّا عليهالسلام ، وهو قول جبرئيل عليهالسلام في يوم بدر ، وو قد عرج إلى السماء بالفتح ، وهو فرح ، وهو يقول : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ (٣).
__________________
(١) كفاية الطالب للكنجي الشافعي : ١٣١ ـ ١٣٣ / الباب ٢٦ «في شوق الملائكة والجنّة إلى عليّ عليهالسلام واستغفار هم لمحبيه» ، بسنده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مررت ليلة أسري بي إلى السماء ، فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به ، فقلت : يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال : ادن منه وسلّم عليه ، فدنوت منه وسلّمت عليه ، فإذا أنا بأخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب. فقلت : يا جبرئيل سبقني عليّ إلى السماء الرابعة؟! فقال لي يا محمّد ، لا ، ولكنّ الملائكة شكت حبّها لعليّ ، فخلق الله تعالى هذا الملك من نور على صورة عليّ ، فالملائكة تزوره في كلّ ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرّة ، يسبّحون الله ويقدّسونه ويهدون ثوابه لمحبّ عليّ. ثم قال الحافظ الكنجي : هذا حديث حسن عال لم نكتبه إلّا من هذا الوجه ، تفرّد به يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس وهو ثقة. وروى حديثا مختصرا آخر عن أنس في شوق الملائكة والجنّة إلى عليّ عليهالسلام.
(٢) الأنبياء : ٦٠.
(٣) روى نداء المنادي ب (لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ) :
ابن المغازلي في مناقبه : ١٩٧ / الحديث ٢٣٤ بسنده عن أبي رافع ، والقندوزي في ينابيع المودّة ٢ : ٢٩١ / الباب ٥٦ عن أبي رافع ، و ٢ : ١٦٦ / الباب ٥٦ عن الباقر عليهالسلام ، و ١ : ٤٣٤ / الباب ٥٠ عن أبي ذر ، و ١ : ٢٤ / الباب ١٥ عن الحسين عليهالسلام.
والحمويني في فرائد السمطين ٢ : ٢٥١ / الحديث ١٩٤ عن أبي رافع ، والخوارزمي في المناقب : ١٦٧ / الحديث