ومنها : حسن الخلق
، وقد بلغ فيه إلى حدّ نسبه الجاهلون معه إلى الدعابة.
ومنها : البعد عن
الدنيا ، وظاهر أنّه مع إقبالها إليه لم يلتفت إليها رأسا ، وكان يقول : «يا دنيا
إليك عنّي غرّي غيري ، قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها» وله في هذا المعنى شعر :
دنيا تخادعني
كأنّي
|
|
لست أعرف حالها
|
مدّت إليّ
يمينها
|
|
فرددتها وشمالها
|
ورأيتها محتاجة
|
|
فوهبت جملتها
لها
|
والأمر في ذلك
ظاهر.
ومنها : إقباله
على الله بالكليّة ، ووصوله إليه ، واشتغال سرّه به الذي هو الغاية القصوى من وجود
الإنسان ، وقد كان عليهالسلام في ذلك سباق غايات وصاحب آيات ، ويشهد بذلك أنّه عليهالسلام لمّا وقع فيه في بعض الحروب سهم وقصد الحجّام ينزعه فجعل
يتملّل فقال الحسن عليهالسلام دعوه حتّى يشتغل بالصلاة ، فلمّا اشتغل بها نزعه منه في
حال السجود ولم يحسّ به ، وذلك لاتّصال نفسه القدسية بمبدئها التامّ ، وعدم
ملاحظته شيئا آخر في ذلك الوقت.
وأمّا الفضائل
البدنية : فقد كان عليهالسلام من أقوى الخلق وأشدّهم بأسا ، وكان يقطّ الهامّ قطّ
الأقلام.
وأمّا الفضائل
الخارجية : فمنها النسب ، ومعلوم أنّ أشرف ما ينتسب إليه
__________________