الإنسان هو القرب من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان أقرب الناس إليه. ومنها المصاهرة ، ولم يكن لأحد منها مثل ماله. ومنها : أنّه لم يكن لأحد من الصحابة في تمام الفضل مثل أولاده الحسن والحسين عليهماالسلام اللذين هما سيّدا شباب أهل الجنّة» (١) ، ثمّ انظر إلى أولاد الحسن عليهالسلام كالحسن المثنّى ، والمثلّث (٢) ، وعبد الله ابن الحسن (٣) والنفس الزكية (٤) وإلى أولاد الحسين مثل زين العابدين ، والباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا عليهمالسلام الذين يقرّ بفضلهم وعلوّ درجتهم كلّ عاقل «والفضل ما شهدت به الأعداء».
ومن أوضح دلالات فضلهم أنّ من أفضل المشايخ السالكين إلى الله تعالى بعدهم أبو يزيد البسطامي وكان سقّاء في دار الصادق عليهالسلام (٥).
وأيضا فمعروف الكرخي أسلم على يد عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، وكان بوّاب داره ، وبقى على حاله إلى آخر عمره ولم يكن لأحد مثل هذه الفضائل.
وأمّا تقرير المقدّمة الثانية ، وهو أنّه كلّ من كان أفضل وجب أن يكون هو الإمام ، فبيانها أنّ من جعل إماما لغيره فقد جعل متبوعا لذلك الغير ، وجعل الأكمل تبعا للأنقص قبيح في بداهة العقول ، مثال ذلك أنّه لو اخذ بعض الفقهاء
__________________
(١) انظر الإمام الحسن عليهالسلام من تأريخ دمشق لابن عساكر : ١٢٨ ـ ١٤٢ ، والإمام الحسين عليهالسلام كذلك : ٤١ ، ونزل الأبرار : ٩٣.
(٢) هو الحسن بن الحسن بن الحسن السبط.
(٣) أمّه وأخيه المثلّث : فاطمة بنت الحسين عليهمالسلام.
(٤) هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.
(٥) هو طيفور بن عيسى بن آدم ، زاهد صوفي معروف ، توفي في ٢٦١ ه فيستبعد جدا أن يكون سقّاء في بيت الإمام الصادق عليهالسلام المتوفّى في ١٤٨ ه إلّا أن يكون من المعمّرين فوق المائة والأربعين ولم يكن ولم نجد للدعوى مصدرا معتبرا.