إشارته [إلى] (١) القائم بالإمامة بعده ، ولم يشر به إلى القائم بالسيف ، وقد علمنا أنّ كلّ إمام فهو قائم بالإمامة بعد أبيه.
الطائفة الثامنة ـ القائلون بإمامة أحمد بن موسى : ولهم شبهتان :
إحداهما : أنّ الرضا عليهالسلام وصّى بالإمامة إليه ، ونصّ بها عليه (٢).
الثانية : أنّ أبا جعفر كان صغير السنّ في ذلك الوقت ، لأنّ الرضا عليهالسلام مات وهو ابن سبع سنين ومثل هذا لا يصلح للإمامة (٣).
جواب الاولى : لا نسلّم صحّة النصّ على أحمد بن موسى ، فإنّ أحدا ممّن يعتبر نقله من الإمامية لم يروه (٤).
وجواب الثانية : أنّ الالتباس عليكم من جهة سنّه عليهالسلام بيّن الفساد ، وذلك أنّ كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السنّ ، وله اعتبار بقصّة عيسى عليهالسلام حيث قال القوم : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (٥) الآية وقال تعالى في قصّة يحيى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (٦). فلم يكن كمال العقل منافيا للصبيّ في حقّ اولئك ، فوجب أن لا يكون منافيا في حقّ أولياء الله تعالى ، وذلك يبطل ما قالوه.
__________________
(١) زيادة بمقتضى السياق.
(٢) الفصول المختارة : ٣١٥.
(٣) الفصول المختارة : ٣١٤ و٣١٥.
(٤) في النسختين : لم يرووه.
(٥) مريم : ٢٩ و٣٠.
(٦) مريم : ١٢.