غير جائز ؛ وأمّا فساد الثاني : فظاهر أنّه لم يكن لأحد من هذه الطوائف كثرة ليعتدّ بنقلهم ، ولم يكن بينهم من هو مشهور بالعلم ، ولم يبرز لهم قول حتّى اضمحلّ. إذا عرفت ذلك فلنشرع الآن في بيان ما تمسّك به طوائف منهم من الخيالات ، ثمّ نبيّن فسادها إن شاء الله تعالى.
الطائفة الاولى ـ الكيسانية : إنّما تسمّوا بهذا الاسم لأنّهم أصحاب المختار ، وكان اسمه أوّلا كيسان (١) ، وقيل سبب تسميته أنّ أباه حمله وهو صغير إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فوضعه بين يديه فمسح يده على رأسه وقال له «كيّس كيّس» (٢). ثمّ إنّهم تمسّكوا في أنّ الإمام بعد علي عليهالسلام محمد بن الحنفية رضى الله عنه لقول أمير المؤمنين عليهالسلام له يوم البصرة «أنت ابني حقا» (٣) وأنّه كان صاحب رايته كما كان علي عليهالسلام صاحب راية رسول الله صلىاللهعليهوآله. استدلّوا بذلك على أنّه أولى الناس بمقامه.
وأمّا أنّه القائم المهدي فلقول النبي صلىاللهعليهوآله «لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي واسم أبيه اسم أبي» (٤) وكان من أسماء علي عليهالسلام عبد الله لقوله عليهالسلام : «أنا عبد الله وأنا أخو رسول الله وأنا
__________________
(١) كان لقبه كيسان ـ رجال الكشي : ١٢٨ برقم ٢٠٤. وكيسان معرّب كيشان ، وكيش ـ بالفارسية ـ الدين.
(٢) رجال الكشي : ١٢٧ برقم ٢٠١ طبعة مشهد ، والفصول المختارة : ٢٩٦.
(٣) الفصول المختارة : ٢٩٦ ، وتلخيص الشافي ٤ : ١٩١.
(٤) انظر هذه الأحاديث والجواب عنها في العنوان ٢٢ من الجزء الأوّل من معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل الله فرجه ، والشيعة والرجعة : ٢.