والباقية باطلة جميعها بلا ريب.
إنّ تلك المشاكل والإشكالات كانت تعالج ببركة وجوده صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا ريب بعد رحيلهصلىاللهعليهوآلهوسلم ستبقى تلك المشكلات على حالها وقوتها ولا يوجد أحد يمتلك القدرة على التصدّي لمعالجة المرض ، نعم يوجد طريق واحد لحلّ المعضلة وهو أن نؤمن بوجود شخص يكون خليفة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يمتلك من الصفات والمؤهّلات التي تساعده ليكون واسطة الفيض الإلهي على الأُمّة كما كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحينئذٍ تستطيع الأُمّة التخلّص ممّا يحيق بها من الأخطار وتنعم بالفيض الإلهي ، وإلّا فلا.
إنّ هذه الفجوات ونقاط الخلل لا يمكن أن تسد من خلال الخليفة المنتخب من قبل الأُمّة ، بل لا بدّ لحلّها ومعالجتها من وجود إمام وخليفة يتحلّى بما كان يتحلّى به الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من التربية الإلهية والعلم الواسع والعصمة من الذنب والخطأ ، وإلّا فستبقى تلك الفجوات والثغرات على قوتها. ولا ريب أنّ معرفة وتشخيص المصداق الذي يتحلّى بتلك الصفات والمؤهلات لا يمكن لأيّ إنسان تحصيله إلّا من خلال طريق واحد لا ثاني له وهو التنصيص الإلهي لأنّه لا بدّ لهذا الفرد ـ وكما قلنا ـ أن يخضع للتربية والإعداد والتأهيل الإلهي والتعليم الخارق للعادة ، وبعد أن تتم عملية إعداده وتأهيله تأتي مرحلة تعريفه إلى الأُمّة من قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي الوقت المناسب.
إنّ هذه الحسابات والمعادلات التي ذكرناها هنا بصورة مضغوطة (١) تثبت ـ بالإضافة إلى ضرورة النصّ على الإمام ـ العصمة أيضاً ، وبما أنّنا قد تعرّضنا في بحث النبوة لبيان الأدلّة العقلية لإثبات عصمة النبي الأكرم ، وأثبتنا أيضاً أنّ تلك البراهين والأدلّة تجري في حقّ الإمام أيضاً فلذلك لا نرى ضرورة لإعادتها هنا.
__________________
(١). هناك آيات أُخرى يمكن الاستدلال بها على عصمة الأئمة عليهمالسلام صرفنا عنها النظر روماً للاختصار.