١٦
طلب الشفاعة من غير الله سبحانه
سؤال : هل طلب الشفاعة من غيره سبحانه يُعدّ عملاً محرّماً؟
الجواب : من الأدلّة التي تمسّك بها الوهابيّون لتحريم طلب الشفاعة من أولياء الله أنّهم قالوا : إنّ القرآن الكريم قد نهى عن دعاء غير الله سبحانه ، وإنّ طلب الشفاعة من غيره سبحانه يُعدُّ نوع دعاءٍ وطلب من غيره ، قال تعالى : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً). (١)
فإذا كان دعاء غير الله أمراً محرّماً ، ومن جهةٍ ثانية كانت الشفاعة حقّاً ثابتاً لأولياء الله ، فإنّ طريق الجمع هو أن نطلب الشفاعة من الله لا من الأولياء ، ثمّ قالوا : والشاهد على أنّ هذا النوع من الدعاء ، عبادة ، الآية التالية :
(وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ). (٢)
فإذا أمعنّا النظر نجد أنّ الآية في بدايتها استعملت لفظ الدعوة وفي آخرها استعملت لفظ العبادة ، وهذا شاهد على أنّ مفهومي الدعوة والعبادة يعتبران مفهوماً واحداً.
__________________
(١). الجن : ١٨.
(٢). غافر : ٦٠.