ويؤيّد ما ذكرنا إنّ الأسماء والصفات التي وردت في القرآن الكريم تفوق بأضعاف المرّات العدد الذي ذكر في القسمين المذكورين.
نظرية القول بتعدّد الصفات
إذا كان لا بدّ من القول بتعدّد الصفات يجب القول أنّ الصفات الثبوتية لا تتجاوز أربع صفات ، هي : العلم ، والقدرة ، والحياة ، والاختيار. وأمّا باقي الصفات مثل السمع والبصر فإنّها ترجع إلى العلم ، وأمّا الكلام والصدق فهما من صفات الفعل ؛ وأمّا الغنى فإنّه رمز وجوب الوجود الذي هو منبع جميع الصفات.
وهكذا القول في الصفات السلبية حيث يمكن حصرها في عدم كونه جسماً ، ولا جسمانياً ، ولا عرضاً ، ولا متحيّزاً ؛ وأمّا باقي الصفات السلبية فقد ذكرت لغرض نقد معتقدات بعض الفرق ، مثل نفي الحلول والاتّحاد الذي قالت به المسيحية ، حيث اعتقدوا أنّ الله متّحد مع المسيح ، أو الرّد على بعض عقائد الصوفية الذين اعتقدوا بأنّ الله قد حلّ في القطب وغيره. كذلك نفي صفة «المحل» ناظرة لردّ عقيدة الكرامية حيث ذهبوا إلى أنّ الذات الإلهية محلاً للحوادث ، وكذلك نفي الرؤية ناظرة إلى عقيدة أهل الحديث والأشاعرة حيث ذهبوا إلى أنّ الله تعالى يُرى يوم القيامة ، ومن العجيب هنا أنّ الأشاعرة اعتبروا الرؤية من الصفات الثبوتية وأنّ «العدلية» اعتبروها من الصفات السلبية. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ٢ / ٧١ ـ ٧٣.