٦. الاختلاف في
قلّة الحروف والزيادة ، كقوله : «وما علمته أيديهم» و «ما علمت أيديهم».
ينبغي التنبيه على
نكت
منها : دفع توهم
النهى عن الاستخارة بالمصحف. فأقول : الاستخارة لغة طلب الخير لاشتماله بمعنى طلب
الميل وعند الشرع استخراج الأصلح للإتيان أو الترك.
واستكشافه بأسباب
مخصوصة ، فيشبه القرعة ، غاية الأمر أنّ القرعة لرفع التحير كان أصلح ام لا ،
بخلاف الخيرة.
ثمّ إنّ لاستكشاف
الأصلح والوصول إلى الواقع طرقا :
منها : إخبار
المعصوم عن الخطأ أو غيره المحفوف بالقرائن القطعية.
ومنها
: حكم العقل القاطع
الخالي عن شوائب الميل النفساني ، فإنّ حبّ الشيء يعمى ويصم.
ومنها
: الاستخارة فإنّه
يستكشف بها الأصلح بحسب الواقع فعلا أو تركا دون الثواب والعقاب. وموردها الدوران
بين المباحات والمستحبات والمكروهات دون الواجبات والمحرّمات.
وهي ممّا ندب إليه
العقل والشرع ، إذ العقل يحكم بحسنه لتفويض العبد أمره إلى مولاه. والروايات دالّة
على مشروعيتها وحسنها ، فقد روي : «من استخار الله خار له».
__________________