__________________
ـ يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف ، وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري ، لم أجدها مع غيره : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ٩ / ١٢٨ ـ ١٢٩ حتى خاتمة البراءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثمّ عند عمر حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر».
ب. روي في كنز العمال (ج ٢ ، ص ٥٧٣) : «إنّ أبا بكر الصديق كان جمع القرآن في قراطيس وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى حتى استعان عليه بعمر ، ففعل ، فكانت الكتب عند أبي بكر حتى توفي ، ثمّ عند عمر حتى توفي ، ثمّ كانت عند حفصة زوج النبي (ص) فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها حتى عاهدها ليردنها إليها ، فبعثت بها إليه ، فنسخ عثمان هذه المصاحف ، ثمّ ردّها إليها فلم تزل عندها ...».
ج. روي في كنز العمال (ج ٢ ، ص ٥٧٨) : «لما جمع عمر بن الخطاب المصحف سأل : من أعرب الناس؟ قيل : سعيد بن العاص. فقال : من أكتب الناس؟ فقيل : زيد بن ثابت : قال :
فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتبوا مصاحف أربعة ، فأنفذ مصحفا منها إلى الكوفة ومصحفا إلى البصرة ، ومصحفا إلى الشام ، ومصحفا إلى الحجاز».
د. روى في كنز العمال (ج ٢ ، ص ٥٧٤ ـ ٥٧٥) : «أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس ، فقال : من كان تلقي من رسول الله (ص) شيئا من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان ، فقتل وهو يجمع ذلك ، فقام عثمان ، فقال : من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان ، فجاءه خزيمة بن ثابت ، فقال : إنّي قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا : ما هما؟ قال : تلقيت من رسول الله (ص) : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ...) إلى آخر السورة ، فقال عثمان : وأنا أشهد أنّهما من عند الله ، فأين ترى أن نجعلهما؟ قال : اختم بهما آخر ما نزل من القرآن ، فختمت بهما براءة».
ه. روى ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدّثه : «أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان