المروي في مستدرك الوسائل. (١)
وفيه ضعف السند واشتماله على الغلاة كأحمد بن مهران (٢) وغيره.
وكالتمسك بكون العادة قاضية بأنّه لو كان جامع شتات شيء غير المعصوم [يمكن] سقوط بعض أجزائه ، والقرآن كان مكتوبا على العسيب والأكتاف فجمعه الثالث فسقط منه شيء. (٣)
__________________
(١). لم أجدها في المصدر.
(٢). في مجمع الرجال (ج ١ ، ص ١٦٩) نقلا عن ابن الغضائري أنّه قال : «أحمد بن مهران ، روى عنه الكليني في كتاب الكافي ، ضعيف». ونقلها العلامة أيضا في خلاصة الأقوال ، ص ٣٢٤ ، رقم ١٢٧٢. وقال في معجم رجال الحديث (ج ٢ ، ص ٣٤٦) : «اعتمد عليه الوحيد ـ قدسسره ـ في التعليقة لترحّم الكليني عليه في عدة موارد ، وإكثاره الرواية عنه ، وفيه ما لا يخفى».
(٣). هذه الشبهة مبتنية على صحّة الروايات الواردة حول جمع القرآن في كتب أهل السنة ، وهي تدل على أنّ جمع القرآن كان بعد وفاته (ص). هذا موضع اشتراك تلك الروايات ؛ إذ هي متناقضة في أنفسها من جهات شتى أوّلها ـ وهو أهمّها ـ تعيين الجامع والمتصدي للجمع ، وها ننقل موجز الروايات أولا ثمّ نعقبها بما يرد عليها :
أ. روي في صحيح البخاري (ج ٦ ، ص ٩٨ ، كتاب فضائل القرآن) عن زيد بن ثابت ، قال :
«أرسل إليّ أبو بكر ، مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر : إنّ عمر أتاني ، فقال : إنّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن ، وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن.
قلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله؟ قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد : قال أبو بكر : إنّك رجل شاب عاقل لانتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله (ص) ، فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله (ص)؟ قال : هو والله خير ، فلم