ومنها : أنّ روايات التحريف على فرض قبولها تدل أكثرها على أنّ فضائل علي ـ عليهالسلام ـ وعترته أسقطت (١) ، والتصريح باسمه ـ عليهالسلام ـ لا يلائم حديث الغدير المسلم عند الفريقين ، فإنّه صريح في نصبه بأمره تعالى مع ضمانه حفظه لو بلغ فلو كان اسمه مذكورا لم يحتج إلى هذا النصب. (٢)]
هذا بالنسبة إلى ما يقرب من ثلث الروايات المنقولة في الكتاب ، والبقية إمّا صريحة في إسقاط التأويلات كما ينص على ذلك كلام أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في النهج وغيرها حيث قال : «جئتكم به كملا مشتملا على كيفية نزولها والمعنى بها وأنّها نزلت ليلا أو نهارا ، الحديث». (٣)
وامّا محكومة للأدلّة الدالّة على أنّهم أقاموا حروفه وحرّفوا
__________________
(١). ومن أهمّ هذه الروايات ما روي في الكافي (ج ٢ ، ص ٦٢٧) ، وتفسير العياشي (ج ١ ، ص ١٩) عن أبى جعفر (ع) قال : «القرآن نزل على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن».
ومنها أيضا ما روي في تفسير العياشي (ج ١ ، ص ١٣) بإسناده عن الصادق (ع) : «لو قرئ القرآن ـ كما أنزل ـ لألفينا مسمّين».
ومنها أيضا ما روي في تفسير العياشي (ج ١ ، ص ١٣) بإسناده عن أبي جعفر (ع) قال : «لو لا أنّه زيد في كتاب الله ونقص منه ، ما خفي حقّنا على ذي حجى».
ومنها أيضا رواية الكافي (ج ١ ، ص ٤١٧) بإسناده عن أبي جعفر (ع) قال : «نزل جبرئيل بهذه الآية على محمّد (ص) هكذا : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) ـ في عليّ ـ (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)».
(٢). كذا قال أيضا المحقق الخوئي في البيان (ص ٢٣٠) ، ولا يخفى أنّ هذا من أتمّ الدلائل ، وسيشير المؤلف ـ قدسسره ـ إلى تلك الطائفة من روايات التحريف مرة أخرى ويذكر جوابا آخر.
(٣). لم نجده في نهج البلاغة ، لكنه روي في عدد من المصادر باختلاف يسير ، منها تفسير الصافي المقدمة السادسة ، ص ١١.