ومنها : ما ذكره كاشف الغطاء من أنّه لو كان قد نقصت منه شيء ، لتواتر نقله ، لتوفّر الدواعي عليه ولأتخذه أعداء الإسلام من أعظم المطاعن على الدين. (١)
ومنها : أنّ هذه الأخبار على فرض صحّة أسانيدها ـ من باب فرض المحال ـ متناقضة ، فبعضها يدلّ على أنّ المنزل كان مشتملا على جميع العلوم (٢) فأسقط ، وبعضها يدل على أنّ الساقط ما كان على المخالفين. (٣)
ومنها : ما ذكره كاشف الغطاء من أنّه على فرض صحّة الأسانيد بأن يراد
__________________
(١). كشف الغطاء ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ باختلاف يسير في الألفاظ.
(٢). لم أجد ما يدل على اشتمال الساقط على جميع العلوم ولعلّ المراد كلياتها ، وقد نفى البعد في فصل الخطاب ـ بعد نقل الإيراد عن المحقق البغدادي شارح الوافية ـ عن ذلك!
(٣). كخبر الزنديق ـ كما مثّل به شارح الوافية ـ الطويل ، المنقول في الاحتجاج (ج ١ ، ص ٣٥٨) وفيه بعد ذكره ـ عليهالسلام ـ عرض القرآن الذي جمعه عليهم وإعراضهم عنه لوجود أسماء أهل الحق والباطل فيه ما نصّه (ع) : «ثمّ دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عمّا لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم ، فصرخ مناديهم : من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به. ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله ، فألّفه على اختيارهم. وما يدلّ على المتأمّل له على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنّه لهم وهو عليهم ... الخبر».
وكخبر نقله في الاحتجاج (ج ١ ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٨) عن أبي ذر الغفاري أنّه قال : «لمّا توفّي رسول الله (ص) جمع عليّ (ع) القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله (ص) فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا عليّ اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه (ع) وانصرف ثمّ احضروا زيد بن ثابت ـ وكان قاريا للقرآن ـ فقال له عمر : إنّ عليّا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابه زيد إلى ذلك ...».