كلامى ، ويكشف عليّ كثيرا من أمور الغيب ، ويفتح عليّ أبواب المستقبل ، وما لم يكن المرء مقربا منه قربا خاصّا لا يكشف عليه الأسرار ، ولكثرة هذه الأمور فقد سمانى نبيّا ، من هنا إننى نبى بأمر الله وبحكمه ، وإذا أنكرت ذلك أكون مذنبا ومخطئا وعند ما سمانى نبيّا كيف يمكن أن أنكر ذلك ، إننى قائم على ذلك إلى أن أترك هذه الدنيا" (١).
وخشى مرزا غلام أحمد من ثورة المسلمين عليه بدعواه النبوة ، فزعم أن نبوته نبوة ظلية أى أن نبوته ظلّا لنبوة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، فقال : " إنما يريد منكم الله سبحانه من حيث العقيدة أن تؤمنوا بأن الله واحد وأن محمدا رسوله ، وأنه خاتم النبيين ، وهو أفضل الناس أجمعين ، لا نبى بعده إلا الّذي ألبس رداء المحمدية على سبيل التمثيل أو البروز ، فإن الخادم ليس بمنفصل عن مخدومه ، ولا الفرع بمنصرم عن جزعه ؛ لذلك كان بكليته فانيا فى سيده ، وينال من الله لقب نبى فما هو مخلو بختم النبوة مثلما تكون أنت اثنين إذا نظرت فى المرآة ، بل إنما تكون واحدا ، وإن يتراءى لك اثنان بادئ الرؤيا ، وليس الفرق ثمة إلا بين الظل والأصل ، فهكذا تمت وقضت مشيئة الله فى المسيح الموعود" (٢).
ويقول فى براهين أحمدية : " ولا ينبغى أن نقول هنا كيف يكون شخص أدنى من أمة النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، شريكا فى أسمائه أو أوصافه أو كمالاته ، ومما لا شك فيه أنه لا يقدر أحد ولو كان نبيّا أن يكون شريكه فى كمالاته ، القدسية ، ولا الملائكة كلهم يستطيعون ذلك. فكيف
__________________
(١) المرزا غلام أحمد : من كتاب موجه إلى أخبار عام لاهور ، فى ٢٣ / ٥ / ١٩٠٨ ، قاديانى مذهب ، ص ١٨٢
(٢) المرزا غلام أحمد : سفينة نوح ، ص ١٨ ، ١٩