إن قريشا كلهم أعدائي |
|
فامنن علي اليوم بالبقاء |
فلما كان من الغد عادوا إلى الكاهنة ، فقالت لهم : كم دية الرجل عندكم؟
قالوا : عشرا من الإبل.
قالت : فارجعوا إلى بلدكم وقدموا هذا الغلام الذي عزمتم على ذبحه وقدموا معه عشرا من الإبل ، ثم اضربوا عليه وعلى الإبل القداح فإن خرج القدح على الإبل فانحروها ، وإن خرج على صاحبكم فزيدوا في الإبل عشرا عشرا حتى يرضى ربكم (١) ، فانصرف القوم إلى مكة فأقبلوا عليه يقولون : يا أبا الحارث إن لك في أبيك إبراهيم أسوة ، وقد علمت ما كان من عزمه على ذبح ابنه إسماعيل وإنك سيد ولد إسماعيل ، فقدم مالك دون ولدك ، فلما (٢) أصبح عبد المطلب غدا بابنه عبد الله إلى المذبح وقرب معه عشرا من الإبل ، ثم دعا بأمين القداح فجعل لابنه قدحا ، ثم قال : اضرب ولا تعجل.
وجعل عبد المطلب يرتجز ويقول :
اللهم رب العشر بعد العشر |
|
ورب من يوفي بكل نذر |
إليك ربي قد جعلت أمري |
|
قربت عبد الله عند النحر |
فنجه بشفعها والوتر |
ثم قال لصاحب القداح : اضرب ، فضرب فخرج القدح على عبد الله ، فزاد عبد المطلب عشرا من الإبل فصارت عشرين ، وأنشأ يقول :
يا رب عشرين ورب الشفع |
|
وجامع الناس ليوم الجمع |
أنت وليي وولي نفعي |
|
نج بني من حذار اللذع |
ثم ضرب صاحب القداح ، فخرج «القدح» (٣) على عبد الله ، فزاد عبد الله المطلب عشرا
__________________
(١) انظر الخبر وما قالته الكاهنة في سيرة ابن إسحاق (ص ١٤).
(٢) نهاية الصفحة [٧٢ ـ أ].
(٣) ساقط في (أ).