[قصة أصحاب الفيل]
وسار أبرهة ، فكان من أمره ما قصّ الله تعالى في قوله : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...) إلى قوله : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) [الفيل : ١ ـ ٥].
فكان ابن عباس يحدث أنه رأى في منزل أم هانئ بنت أبي طالب من تلك الحجارة نحو قفيز (١) ، وإذا هي مثل بعر الغنم أو أصغر ، مخططة بحمرة كمثل الجزع اليماني (٢).
[مولده (ص)]
[٥] أخبرنا عبد الله بن محمد بن المبارك الجوزجاني قال : حدثنا الحسن بن العلاء قال : حدثنا ابن نمير ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، عن أبيه عن جده قال : ولدت أنا ورسول الله عام الفيل فكنا لدين (٣).
قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام عكاظ (٤) ابن عشرين سنة (٥).
__________________
(١) القفيز : مكيال كان يكال به قديما ، ويختلف مقداره في البلاد ، ويعادل بالتقدير الحديث نحو (١٦ كجم) ، والقفيز من الأرض نحو (١٤٤) ذراعا.
(٢) الجزع : ضرب من العقيق.
(٣) اختلف في مولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكر أنه كان في شهر ربيع الأول ، وهو المعروف ، وقيل : كان مولده في رمضان. انظر : السيرة الحلبية (١ / ٥٣ ـ ٧٨) ، السيرة النبوية لابن هشام (١ / ١٦٧ ـ ١٦٨) ، طبقات ابن سعد (١ / ٨٠ ـ ٨٣) ، دلائل النبوة (١ / ٧١ ـ ٧٩). قال ابن إسحاق : ولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين عام الفيل لاثني عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، والخبر المروي عن قيس بن مخرمة أخرجه الترمذي في المناقب (٥ / ٥٨٩) ، وأحمد في مسنده (٤ / ٢١٥) ، وهو في سيرة ابن هشام (١ / ١٧١) ، وابن سعد (١ / ١٠١) ، البداية والنهاية (٢ / ٢٦١) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم (٢٠) ، دلائل النبوة للبيهقي (١ / ٧٦) وصححه المسعودي والسهيلي. ولدين : يقال فلان لدة فلان إذا ولد معه في وقت واحد ، وقيل : ولد بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام حادثة الفيل ، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان ، والموافق العشرين ، أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة (٥٧١ م) ، الرحيق المختوم صفي الرحمن المباركفوري ص (٥٣).
(٤) عام عكاظ : هو عبارة عن حرب الفجار التي قامت قبل الإسلام ، والفجار : بمعنى المفاجرة ، كالقتال والمقاتلة ، وذلك أنه كان قتالا شديدا في الشهر الحرام ففجروا فيه جميعا فسمي الفجار ، وقد كانت للعرب فجارات أربع آخرها فجار البراض ، انظر : سيرة ابن هشام (١ / ١٩٥ ـ ١٩٨) ، العقد الفريد انظر الجزء الخاص بفهارسه ص (١٩١) مادة : (عكاظ) ، الأغاني ط / بولاق (١٩ / ٧٤ ـ ٨٠) ، سيرة ابن إسحاق (٢٥ ـ ٢٨) ، البداية والنهاية (٢ / ٢٥٩ وما بعدها).
(٥) سيرة ابن إسحاق ص (٢٥).