عبد الله بن قيس من سرخس ، فأقبل حتى نزل بطوس ، فأمره الحريش بن يزيد (١) بالارتحال «منها» (٢) ، ووكل به سرحان بن فروخ بن مجاهد بن بلعاء العنبري (٣) ؛ وكان على مسلحته ، وأمره أن لا يفارقه حتى يدفعه إلى عمرو بن زرارة.
فلما بلغ (٤) عمرو بن زرارة خبره كتب إلى نصر بن سيار يخبره الخبر ، فكتب نصر بن سيار إلى عبد الله بن قيس وإلى الحريش بن يزيد يأمرهما باللحاق بعمرو بن زرارة ، فإذا اجتمعوا نصبوا الحرب ليحيى بن زيد عليهالسلام وعمرو بن زرارة عليهم (٥).
[قتال يحيى بن زيد عليهالسلام واستشهاده]
فسارا في أصحابهما حتى قدما على عمرو بن زرارة ، فاجتمعوا ونصبوا الحرب ليحيى بن زيد عليهالسلام وهم عشرة آلاف مقاتل ، ويحيى بن زيد عليهالسلام في سبعين رجلا ، فقاتلهم وهزمهم ، وقتل عمرو بن زرارة وأصاب يحيى وأصحابه دوابا كثيرة (٦).
ثم أقبل يحيى بن زيد عليهالسلام حتى مر بهراة (٧) وعليها مغلس بن زياد العامري (٨) فلم يعرض واحد منهما لصاحبه ، وسار يحيى بن زيد عليهالسلام فقطع هراة ، وبلغ الخبر نصر بن
__________________
(١) نهاية الصفحة [٢٢٥ ـ أ].
(٢) ساقط في (ج).
(٣) هو : سرحان بن فروخ بن مجاهد بن بلعاء العنبري ، أبو الفضل كان على مسلحة المتعب ، انظر : تاريخ الطبري (٦ / ٥٣٦) ، مقاتل الطالبيين ص (١٤٨).
(٤) في (ب ، ج ، د) : فلما بلغ إلى عمرو.
(٥) انظر تفاصيل أوفى في مقاتل الطالبيين (١٤٨ ، ١٤٩) ، تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٦) وما بعدها وابن الأثير (٤ / ٢٤٧) وانظر الفهرس ص (٤٧٣) ترجمة يحيى بن زيد.
(٦) انظر : مقاتل الطالبيين ص (١٤٩) ، وانظر تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٧).
(٧) في (أ، د) (فقطع بهراة) وهراة : مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان فيها بساتين كثيرة ، ومياه غزيرة ، خربها التتار سنة (٦١٨ ه) وهراة أيضا بفارس قرب اصطخر كثيرة البساتين ، انظر : معجم البلدان (٥ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧) ، الروض المعطار (٥٩٤ ـ ٥٩٥) ، الكرخي (١٤٩) ، ابن حوقل (٣٦٦) ، اليعقوبي (٢٨٠) ، المقدسي (٣٠٦) ، وآثار البلاد (٤٨١).
(٨) هو المغلس بن زياد العامري ، أمير هراة. وفي بعض النسخ (المعلس) ، انظر : المقاتل ص (١٤٩) ، تاريخ الطبري (٥ / ٥٣٧).