فإن قالوا : نعم ؛ وضع يد الرجل على يده فيقول : عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفين ببيعتي ولتقاتلن عدونا ، ولتنصحن لنا في السر والعلانية.
فإذا قال : نعم ؛ مسح يده على يده ثم قال : اللهم اشهد.
[الروافض]
قال : فلبث بضعة عشر شهرا يدعوا ويبايع حتى دخل عليه قوم.
فقالوا : إلى ما تدعونا؟
فقال : إلى كتاب الله وإحياء السنن وإطفاء البدع ، فإن أجبتموني سعدتم ، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل ، قالوا لا يسعنا ذلك ، وخرجوا يقولون : سبق الإمام (١).
__________________
(١) أي : الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، وقد أورد الطبري الخبر كالتالي : ذكر هشام عن أبي مخنف أن زيد بن علي لما أمر أصحابه بالتأهب للخروج والاستعداد أخذ من كان يريد الوفاء له بالبيعة فيما أمرهم به من ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فاخبره خبره وأعلمه أنه يختلف إلى رجل منهم يقال له عامر ... إلى أن قال : فلما رأى أصحاب زيد بن علي الذين بايعوه أن يوسف بن عمر قد بلغه أمر زيد وأنه يدس إليه ويستبحث عن أمره واجتمعت إليه جماعة من رءوسهم فقالوا رحمك الله ما قولك في أبي بكر وعمر قال زيد : رحمهماالله وغفر لهما ما سمعت أحدا من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيرا قالوا فلم تطلب إذا بدم أهل هذا البيت إلا إن وثبا على سلطانكم فنزعاه عن أيديكم. فقال لهم زيد إن أشد ما أقول فيما ذكرتم إنا كنا أحق بسلطان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الناس أجمعين وإن القوم استأثروا علينا ودفعونا عنه ولم يبلغ ذلك عندنا بهم الكفر قد ولوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب والسنة قالوا فلم يظلمك هؤلاء إذا كان أولئك لم يظلموك فلم تدعو إلى قتال قوم ليسوا لك بظالمين فقال إن هؤلاء ليسوا كأولئك إن هؤلاء ظالمون لي ولكم ولأنفسهم وإنما ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى السنن أن تحيا وإلى البدع أن نطفئ فإن أنتم أجبتمونا سعدتم وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل ، ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا سبق الإمام ، وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي أخا زيد بن علي هو الإمام وكان قد هلك يومئذ وكان ابنه جعفر بن محمد حيا فقالوا جعفر إمامنا اليوم بعد أبيه وهو أحق بالأمر بعد أبيه ولا نتبع زيد بن علي فليس بإمام فسماهم زيد الرافضة فهم اليوم يزعمون أن الذي سماهم الرافضة المغيرة حيث فارقوه ، وكانت طائفة منهم قبل خروج زيد مروا إلى جعفر بن محمد بن علي فقالوا له : إن زيد بن علي فينا يبايع أفترى لنا أن نبايعه فقال لهم : نعم فهو والله أفضلنا وسيدنا وخيرنا فجاءوا فكتموا ما أمرهم به ، وفي الفتوح (٥ / ١١٦ ـ ١١٧) إنهم لما ذهبوا إلى جعفر بن محمد قالوا له : يا ابن رسول الله إنا كنا بايعنا عمك زيد بن علي وهممنا بالخروج معه ، ثم إنا سألناه عن أبي بكر وعمر فذكر أنه لا يقول فيهما إلا خيرا ، قال : فقال جعفر بن محمد وأنا لا أقول فيهما إلا خيرا فاتقوا الله ربكم وإن كنتم بايعتم عمي زيد بن علي فقروا له بالبيعه وقوموا بحقه فإنه أحق بهذا الأمر من غيره ومني قال : فرجع القوم إلى الكوفة ، وجاءوا حتى دخلوا على زيد بن علي) ، انظر : تاريخ الطبري (٥ / ٤٩٧ ـ ٤٩٩) ، الفتوح (٥ / ١١٦ / ١١٧). الإمام زيد. محمد أبو زهرة (٥١ ـ ٦٩).