يا شيب لا تعجل علينا بالعجب |
|
نفديه بالأموال من بعد الغصب |
ودون ما تبغي حروب تضطرب |
|
ضرب يزيل إلهام من بعد العصب |
بكل مصقول رقيق ذي شطب |
|
كالبرق أو كالنار في الثوب الهدب |
ثم وثب السادات من قبائل قريش إلى عبد المطلب فقالوا : يا أبا الحارث ، إن هذا الذي عزمت عليه عظيم وإنك إن ذبحت ابنك لم تتهن العيش (١) من بعده ، ولكن لا عليك أنت على رأس أمرك تثبت حتى نصير معك إلى كاهنة بني سعد ، فما أمرتك من شيء امتثلته.
قال عبد المطلب : لكم (٢) ذلك ، ثم خرج معهم في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة وهو يرتجز ويقول :
يا رب إني فاعل لما ترد |
|
إن شئت ألهمت الصواب والرشد |
يا سائق الخير إلى كل بلد |
|
إني مواليك على رغم معد |
قد زدت في المال وأكثرت العدد |
|
فلا تحقق حذري في ذا الولد |
واجعل فداه في الطريف والتلد |
فلما دخل القوم الشام صاروا إلى الكاهنة فأخبرها عبد المطلب بما عزم عليه من ذبح ولده ، فقالت الكاهنة : انصرفوا عني اليوم. فانصرفوا عنها وعبد المطلب يرتجز ويقول (٣) :
يا خالق الأرضين والسماء |
|
وخالق المروة والصفاء (٤) |
نج بني اليوم من بلاء |
|
بلا سوء حل في القضاء |
__________________
(١) في (ج) : لم تهن بالعيش.
(٢) نهاية الصفحة [٧١ ـ أ].
(٣) في سيرة ابن إسحاق : فقالت لهم : ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي ، فأسأله ، فخرجوا من عندها ، وقام عبد المطلب يدعوا الله عزوجل ويقول :
يا رب لا تحقق حذري |
|
واصرف عنه شر هذا القدر |
فإني أرجو لما قد أذر |
|
لأن يكون سيدا للبشر |
انظر السيرة ص (١٤).
(٤) في (ب) : وناصب المرورة والصفا ، وهو خطأ.