[وصول رسول الله المدينة]
(١) قال ابن إسحاق : وخرج رسول الله من مكة في ربيع الأول ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس ، فنزل بقباء على بني عمرو (٢) بن عوف من الأنصار.
وأقام علي بمكة ثلاثة أيام (٣) حتى أدّى عن رسول الله الودائع ، فنزل معه على كلثوم بن هدم (٤) من بني عمرو بن عوف ، فأقام رسول الله بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، وأسس مسجدهم ، ثم أخرجه الله يوم الجمعة ، فأتاه عتبان بن مالك وعياش بن عبادة (٥) ، فقالوا : يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، قال : «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» يعني الناقة ، حتى إذا أتت دار مالك بن النجار بركت على باب المسجد ، مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يومئذ مربد (٦) فلم ينزل عنها ، فسارت غير بعيد ثم رجعت إلى مبركها أول مرة ، ووضعت جرانها وبركت ، فنزل عنها رسول الله واحتمل أبو أيوب ـ خالد بن زيد ـ
__________________
(١) انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٥٣ ـ ٦٧) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٩٨) وما بعدها ، بالإضافة إلى المصادر السابقة المشار إليها في هجرته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) هم بطن من الأوس من الأزد من القحطانية ، وهم بنو عمرو بن عوف بن الخزرج. انظر معجم قبائل العرب (٢ / ٨٣٤) ومصادره.
(٣) نهاية الصفحة [٩٧ ـ أ] وفي (ج) : وأقام علي بمكة ثلاث ليال.
(٤) هو كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري ، وهو من بني عمرو بن عوف ، كان شيخا كبيرا أسلم قبل مقدم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، ولما قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، ونزل بقباء نزل في منزل كلثوم بن الهدم في الليل ، وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه في منزل سعد بن الربيع إلى أن ارتحل إلى دار بني النجار ، قال ابن الأثير : وقد قيل : إنه أول من مات من المسلمين بعد مقدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم بعده أسعد بن زرارة ، البداية والنهاية (٣ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠) ، (١٩٧) وما بعدها.
(٥) هو عتبان بن مالك الأنصاري أحد بني سالم ، وكان أعمى يؤم قومه على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، روى عنه محمود بن الربيع ، الجرح (٧ / ٣٦ ت ١٩٢) ، وينظر البداية والنهاية (٣ / ١٩٨) وما بعدها ، وعياش هو : عياش بن عبادة بن نقلة.
(٦) قال : الأصمعي : المربد كل شيء حبست فيه الإبل ، ولهذا قيل : مربد النعم بالمدينة ، انظر : معجم البلدان لياقوت (٥ / ٩٧ ـ ٩٨) مادة (مربد).