كلا ورب البيت ذي الأنصاب |
|
ورب ما أنصص من ركاب |
كل قريب الدار أو منتاب |
|
يزرن بيت الله ذا الحجاب |
ما ذبح عبد الله بالتلعاب |
|
من بين رهط عصبة شباب |
أغر بين البيض من كلاب |
|
وبين مخزوم ذوي الأحساب (١) |
أهل الجياد القب والقباب |
|
يا شيب إن الذبح ذو عقاب |
إن لنا إن جرت في الخطاب |
|
أخوال صدق (٢) كأسود الغاب |
لا يسلمون الدهر للعذاب |
قال : فلما سمعت بنو مخزوم ذلك القول من أبي طالب قالوا : صدق ابن أختنا ، ووثبوا إلى عبد المطلب وقالوا : يا أبا الحارث ، إنا لا نسلم ابن أختنا للذبح فاذبح من شئت من ولدك غيره.
فقال : إني قد نذرت نذرا وقد خرج القدح عليه ولا بد من ذبحه.
قالوا : كلا لا يكون ذلك أبدا وفينا ذو روح ، إنا لنفديه بجميع أموالنا من طارف وتالد.
وأنشأ المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم (٣) يرتجز ويقول :
يا عجبي من فعل عبد المطلب |
|
وذبحه ابنا كتمثال الذهب |
كلا وبيت الله مستور الحجب |
|
ما ذبح عبد الله فينا باللعب |
__________________
(١) نهاية الصفحة [٧٠ ـ أ].
(٢) في (د) : أخوال أسد.
(٣) هو : المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة ، كان عبد الله بن عبد المطلب ابن أخت القوم ، وهو القائل : (والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه ، فإن كان فداء فديناه بأموالنا). أبو هاشم من سادات قريش في الجاهلية ، قال الزبيري في كلامه على بني مخزوم : والعدد والشرف والبيت في ولد المغيرة ، كان من سكان مكة ، معاصرا لعبد المطلب بن هاشم ، وعارض عبد المطلب في ذبح ابنه عبد الله ، من نسله مشاهير من الصحابة ، وغيرهم توفي نحو (٥٠ قبل الهجرة / ٥٧٥ م) ، انظر : سيرة ابن هشام (١ / ١٦٢) ، سيرة ابن إسحاق (١٢ ، ١٤) ، نسب قريش (٢٩٩) وما بعدها ، الإصابة (٤ / ١٣٩ ت ٨٠١) ، في ترجمة حفيده «أبي عمرو» أنباء نجباء الأنباء (٣١).