صاحب كتاب سبطا ،
ويوم الخميس مخصوص به عيسى ، وأما يوم الجمعة فهو لمحمد صلىاللهعليهوسلم. فالذي يطلب من زحل وهو كيوان مثل المنافع الأرضية وإظهار
الكنوز وشق الأنهار والأشجار ، وأما ما يخص الشمس فمثل الملك والملكة ، والقمر
لائق بالوزارات ، والمريخ بالحروب والبأس ، وعطارد للكتابة والنقش والحساب
والهندسة والعلوم الدقائق والعزائم ومخاطبات الجن كما سبق ذكره ، وأما المشتري فهو
للزهد والديانة وحل الطلسمات السماوية ، ثم الجمعة للزهرة. قالوا : إنما أمر
باجتماع الخلق عند نصف النهار في هيكل العبادات لاجتماع خواص الأنفاس ليؤثر ذلك في
حصول المطالب لشرف نفسه الفياض منه على تابعيه من قولهم في لحظة واحدة اللهم صل
على محمد وآل محمد.
واعلم أن الناس قد
اختلفوا في الخاصية كما ذكرناه في أول الكتاب ، وخواص النبات والحيوان كثيرة ، وقد
ذكرنا منها فصلا طويلا زائدا خارجا عن الحاجة. وكم في الحيوان من خواص لا تعرفه
مثل مرارة الدب للسمن وشحمها أيضا ولحمها مع تحريمه يذهب بالأرياح ، وأكباد
الأرانب تنفع الأكباد ، وعيونها للعيون ، وشحمها أيضا ولحمها مع تحريمه يذهب
بالأرياح ، وأكباد الأرانب تنفع الأكباد ، وعيونها للعيون ، وشحمها للأرياح ،
ويصلح منه طلا لمعنى. وشحم الخنزير في علف الدواب ، ودهن البيض للشعر ، وما قطع من
الكرم ينفع في الشعر ، ودهن الشوك والحنطة للثواليل. وشحم القنفذ للأرياح ، وقصبه
مع السكر للطحال وزنا وسفّا. ومخ الحمار قاتل. وفي الهدهد منافع ذكره صاحب كتاب
الحيوان. والجوز الهندي في الهرايس نافع للجماع ، ومعاجين وأدهان للقيام.
والحرارات الغالبة قاتلة ، وهكذا البرودات والماء عقيب الطعام متلف ، وحقن البول
أتلف. والفصد محمود والحجامة أحمد. والقيء ينظف. والقليل من لباب الخيار نافع.
والشوذاج للمبرود أجمل. والحنطيات لصاحب الجماع يغني. وأكل الهرايس أفضل. وشراب
الرمان في المعدة موحل. والبطيخ فيه فوائد : مطعم ومشرب ، وريح طيب ، ومقطع سال ،
ومدرّ البول ، ومقطر لغسل المثانة ، ويذهب مع القيء الخلط. وفيه مضار : ينشف الخلق
، ويزيد الصفراء ، ويورث الحكاك ، ودفعه بالسكنجبين. والقبيت المحلى يقطع الشهوات
، ويعصم ويسمن مع الريح الطيب. وخير الفواكه أنضجها ، وأجودها قبل الطعام إلا
الكمثرى فقليله نافع بعد الطعام. وتقليل النرد أجود لعينك : عن صفة الطبيب فدت.
والجائع درهم أو أقل. وقد تصعب مداواة المتخوم. ويكره تعجيل الماء عقيب الطعام ،
ويستحبّ امتصاصه ، ويكره عبّه ، وأكل الحوامض في الصيف أنفع ، والسوداج في الشتاء.
وأنفع الفواكه الغدي مثل التين والعنب ، وأنفع الرمان الملاسي قليله بعد الطعام أو
عند النوم ، وهو مضر بأصحاب الجماع لا سيما حامضه.
فصل وهو المقالة التاسعة عشرة في الأشربة
أما السكنجبين فهو
أول ما صنع لذي القرنين ، وأجوده المعتد ، وإبقاء المنعقد. وشراب الرمان يوحل
المعدة وفيه تبريد الكبد. وشراب الخشخاش والبنفسج والنيلوفر فوائد عملها في الرأس.
وشراب الراسن يعمل في الخلط السوداوي حتى زعم أبو نصر الفارابي أنه يغني عن المفرح
الصفير. وأما شراب التفاح وما يتخذ منه ففيه الفوائد القلبية. وأما شراب الورد فهو