قائمة الکتاب
المواعظ في الأحاديث القدسية
٥٦٥
إعدادات
مجموعه رسائل الإمام الغزالي
مجموعه رسائل الإمام الغزالي
تحمیل
بسم الله الرّحمن الرّحيم
كتاب
حجة الإسلام الإمام الغزالي
المواعظ في الأحاديث القدسية
الحمد لله تذكرة للعباد ، وتقوية للمتقين من المسلمين إلى العبادة ، والصلاة على صاحب الملّة الطاهرة ، والرضوان على آله وأصحابه وآلهم ، وعلى من تبعهم بإحسان ، وعلماء الأمة في كل زمان.
كتاب الموعظة فيه حسنة نافعة ، نفعنا الله بها.
الموعظة الأولى
يقول الله تعالى : «يا بن آدم! عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يجمع المال ، وعجبت لمن أيقن بالقبر كيف يضحك ، وعجبت لمن أيقن بالآخرة كيف يستريح ، وعجبت لمن أيقن بالدّنيا وزوالها كيف يطمئنّ إليها ، وعجبت لمن هو عالم باللّسان جاهل بالقلب ، وعجبت لمن يطهر بالماء وهو غير طاهر بالقلب ، وعجبت لمن يشتغل بعيوب النّاس وهو غافل عن عيوب نفسه ، أو لمن يعلم أنّ الله تعالى مطّلع عليه كيف يعصيه ، أو لمن يعلم أنّه يموت وحده ، ويدخل القبر وحده ، ويحاسب وحده ، كيف يستأنس بالنّاس ، لا إله إلّا أنا حقّا ، وأنّ محمّدا عبدي ورسولي".
الموعظة الثّانية
يقول الله تعالى : " شهدت نفسي ، أن لا إله إلّا أنا وحدي ، لا شريك لي ، محمّد عبدي ورسولي. من لم يرض بقضائي ، ولم يصبر على بلائي ، ولم يشكر على نعمائي ، ولم يقنع بعطائي ، فليعبد ربّا سوائي ، ومن أصبح حزينا على الدّنيا فكأنّما أصبح ساخطا علي ، ومن اشتكى على مصيبة فقد شكاني ، ومن دخل على غنيّ فتواضع له من أجل غنائه ذهب ثلثا دينه ، ومن لطم وجهه على ميّت فكأنّما أخذ رمحا يقاتلني به ، ومن كسر عودا على قبر فكأنّه هدم باب كعبتي بيده ، ومن لم يبال من أيّ باب يأكل ، ما يبالي من أيّ باب يدخله الله تعالى جهنّم ، ومن لم يكن في الزّيادة في دينه فهو في النّقصان ، ومن كان في النّقصان فالموت خير