الزهراء عليهاالسلام ، وكان إسقاط جنينها ـ محسن ـ ، وكان اقتحام دارها بالقوة والنار ، وكان وضع السيف في عنق علي «ع» وإكراهه الى البيعة ... فأعطى هؤلاء الدليل الصريح على انهم لم ينسوا الماضي وإن في اعماقهم حنينا الى دين الآباء والاجداد ، وإلى الاخذ بالثار والانتقام واعتبروا كل نص أو وصية أو عهد أو ميثاق لعلي بالخلافة لا قيمة ولا شأن لديهم.
لذلك اعلنوا عن حقدهم ونواياهم بصراحة وأبعدوا الامام علي بن ابى طالب عليهالسلام عن سدة الامامة والخلافة وشقوا لأنفسهم سياسة خاصة وارتدوا عن الصراط المستقيم وعادوا الى الوراء القهقرى حتى انتهى الامر الى قيام ثورات جارفة كانت في الواقع من صنع العقيدة والايمان وبدافع الضمير الديني ... لتعيد الحق الى نصابه ، وتقف بوجه الأمويين ، وتمنعهم من تحقيق حلمهم الهادف الى تولي زعامة المسلمين ... وان ذرية علي والزهراء عليهمالسلام أولى منهم بها وانهم اصحابها الشرعيين.
* * *
لقد قيظ الله لنصرة علي «ع» وحفظ مناقبه وفضائله جمع من الحفاظ وأئمة الحديث من القدماء والمتأخرين وأصبح من صميم الموضوعات الجديرة بالعناية والاهتمام عندهم واندفع جمع من اكابر رجال الحديث والسنة الى جمع ما تشتت من خصائصه «ع» وما تبعثر من مآثره وتصحيح اسانيد الأحاديث الخاصة بشخصيته الانسانية وتطهيرها من ادران وسموم الوضاعين المارقين وتصنعهم ودسهم الرخيص ، بعد ان ادركوا وفهموا ان الانتصار لعلي «ع» أو الدفاع عن سياسته ونظرياته ومناهجه فى الميادين المختلفة من الحياة ... ما هو في الواقع غير انتصار للحق ، والدفاع عنه والجهر والاعلان به ، وان من يدرس الاحاديث النبوية والاحداث التاريخية يعلم ان صلة علي عليهالسلام بالحق وارتباط الحق بعلي عليهالسلام صلة اساسية وارتباط جوهري لا يمكن