على الواقع والحقيقة ، والتي كانت تهدف الى خلق مجتمع مثالي وفق مبادئ إنسانية ، وعلى اسس من الفضيلة والعدالة والخير المنبثقة من تعاليم القرآن وتوجيهات النبي العظيم ... فأردوه شهيدا في بيت من بيوت الله ، وراح شاعرهم يتشدق بالجريمة فيقول :
يا ضربة من تقي ما أراد بها |
|
إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا |
إني لأذكره حينا فأحسبه |
|
أوفى البرية عند الله ميزانا (٧) |
ومن خلال هذه الاحداث المؤلمة التي اجتازت حياة امير المؤمنين «ع» يتبين لنا ان الامام «ع» كان صابرا ومحتسبا ومظلوما مضطهدا لم يحرك ساكنا أمام الاحداث التي كانت كل يوم تعصف عليه من هنا وهناك نتيجة الاحقاد الكامنة في الاعماق ، وحاول الذين اسلموا بالقوة العودة الى الوثنية وعبادة الاصنام ، كما وان انصار المدينة أرادوا التحرر من سلطان الاغلبية المتمثلة في المهاجرين وهناك الموجة العارمة التي عصفت بالقبائل وغايتها الارتداد عن الدين الجديد والعودة الى دين الآباء ولا أجداد ، ولم تلبث هذه الموجة ان طغت على الحياة في بلاد العرب وبين القبائل التي حاولت التخلص من السلطة العليا في المدينة التي كانت تفرض عليهم ضرائب شتى لا طاقة لا فرادها باحتمالها ، وهم الذين تعودوا ان يعيشوا احرارا قبل اعتناقهم الاسلام لا يتقيدون بنظام أو قانون.
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية ان هؤلاء كانوا يعتبرون الامام علي بن ابى طالب «ع» المساهم الأول في هدم دعائم الوثنية وزعزعة اركان العشائرية والقبلية ، والقضاء على العائلات الكبيرة والثروات الضخمة والزعامات الواسعة لذلك وجدوا الفرصة سانحة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فبذلوا جميع امكانياتهم لابعاده عن سدة الخلافة ، فكانت السقيفة ، وكانت فدك ، وكان حرق دار فاطمة
__________________
(٧) الغدير ١ ، ٣٢٤.