يضفي عليها من الدهون والطلاء ما يحسنها في أعين النظار ، حتى يظنها الجاهل المغرور حقا ، وما هي إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
* * *
لأجاهدن عداك ما أبقيتني |
|
ولأجعلن قتالهم ديداني |
ولأفضحنهم على روس الملا |
|
ولأفرين أديمهم بلساني |
ولأكشفن سرائرا خفيت على |
|
ضعفاء خلقك منهم ببيان |
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا |
|
حتى يقال أبعد عبادان |
ولأرجمنهم بأعلام الهدى |
|
رجم المريد بثاقب الشهبان |
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم |
|
ولأحصرنهم بكل مكان |
ولأجعلن لحومهم ودماءهم |
|
في يوم نصرك أعظم القربان |
ولأحملن عليهم بعساكر |
|
است تفر إذا التقى الزحفان |
بعساكر الوحيين والفطرات والمعقول |
|
والمنقول بالإحسان |
حتى يبين لمن له عقل من الأولى |
|
بحكم العقل والبرهان |
ولأنصحن الله ثم رسوله |
|
وكتابه وشرائع الإيمان |
إن شاء ربي ذا يكون بحوله |
|
إن لم يشأ فالأمر للرحمن |
شرح المفردات : العدا بكسر العين الأعداء جمع عدو ـ والديدن الدأب والعادة ، يقال جعل هذا ديدنة ، يعني استمر عليه ـ والملأ بالتسهيل أصله الملأ ، وهم الجماعة ، سميت بذلك لأنها تملأ العين ، ولأفرين ، أي لأقطعن يقال فراه يفريه ، بمعنى قطعه ومزقه ـ والأديم الجلد ، وعبادان تثنية عباد وكان أميرا فهجاه أحد الشعراء وفر فلم يلحق به ، فقال الشاعر لبغلته :
عدس ما لعباد عليك أمارة |
|
أمنت وهذا تحملين طليق |
والرجم : القذف بالحجارة ، والمزيد بفتح الميم الشيطان ، بمعنى المتمرد ، والثاقب النافذ ، والشهبان جمع شهاب ، وهو النجم الذي ترمي به الشياطين حين