وليس بكلام خلقه في الهواء أو في الشجرة أو بإلقاء المعاني في قلب موسى مجردة عن الألفاظ ، كما يزعم أهل التعطيل.
وليشهدوا عليهم أنهم قالوا بأن الله سبحانه نادى موسى بصوت سمعه ، وأنه قربه نجيا ، كما صرحت الآيات بذلك وأنه نادى من قبله الأبوان آدم وحواء معاتبا لهما على الأكل من الشجرة واقتراف الخطيئة كما قال تعالى : (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) [الأعراف : ٢٢] وأنه ينادى عباده يوم القيامة بصوت يسمعه الثقلان من الانس والجن كما في الحديث ، وأنه هو سبحانه الذي قال بنفسه لرسوله وكليمه موسىعليهالسلام: (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طه : ١٤] وهو الذي قاله له بنفسه : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) [طه : ٢٤] وهو الذي تكلم وقال بنفسه حم وطه ويس وغيرهما من الفواتح قولا بينا لا خفاء فيه ولا اشتباه.
* * *
وأشهد عليهم أنهم وصفوا الال |
|
ه بكل ما قد جاء في القرآن |
وبكل ما قال الرسول حقيقة |
|
من غير تحريف ولا عدوان |
وأشهد عليهم أن قول نبيهم |
|
وكلام رب العرش ذا التبيان |
نص يفيد لديهم علم اليق |
|
ين افادة المعلوم بالبرهان |
واشهد عليهم أنهم قد قابلوا |
|
التعطيل والتمثيل بالنكران |
ان المعطل والممثل ما هما |
|
متيقنين عبادة الرحمن |
ذا عابد المعدوم لا سبحانه |
|
أبدا وهذا عابد الأوثان |
وأشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الأ |
|
سماء والأوصاف للديان |
وكذلك الأحكام أحكام الصفا |
|
ت وهذه الأركان للايمان |
الشرح : وليشهد هؤلاء المعطلة على أهل الحق بأنهم يصفون الله عزوجل بكل ما وصف به نفسه في كتابه ، وبكل ما وصفه به رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ويعتقدون حقيقة ما دلت عليه النصوص من تلك الصفات ، لا يحرفون الكم عن مواضعه ،