ان كان ذلكم الجواب مخلصا |
|
فامضوا عليه يا ذوي العرفان |
تالله ما بعد البيان لمنصف |
|
الا العناد ومركب الخذلان |
الشرح : يعني اذا كنا نحن معشر اهل الحق قد وقفنا عند نصوص الوحيين واستضأنا بنورهما ، ولم نقل الا بقولهما وكنتم أنتم معشر أهل التعطيل قد عزلتم هذه النصوص وجعلتموها وراءكم ظهريا وعولتم على عقولكم وحدها وجعلتم لها الحكم فيما يثبت وينفي ، ولم ترفعوا بالوحي رأسا ، فمن أحق منا ومنكم أن يأتي ربه آمنا يوم القيامة.
واذا ظهر الحق على جليته وبان الفرق الهائل بيننا وبينكم فليختر كل عاقل لنفسه ما يعتقد أن فيه نجاته من عذاب الله ، فاننا لا بد ملاقوه نحن وأنتم في مشهد يوم عظيم يوم يوقفنا بين يديه للعرض والحساب فيسألنا جميعا عما قدمناه لهذا اليوم ، فنختصم عنده ويقول كل منا ما كان يدين به ويعتقده أما نحن فنقول له سبحانه : انك قلت في كتابك كذا فاتبعنا ، وقال نبينا صلىاللهعليهوسلم أيضا كذا فأطعنا قد جعلنا الوحي إمامنا وقدوتنا ، وقد قدمنا عليك وأنت رب كريم فافعل بنا ما أنت أهل له من الكرم والجود فنحن العبيد وأنت الرب ذو الفضل والاحسان ولكنكم لن تقدروا على مثل هذا الجواب بل ستجدون أنفسكم مضطرين للعدول عنه الى جواب آخر ليس فيه اعتراف باتباع ما قاله الله ورسوله بل ستقولون لربكم حين يسألكم قلنا مثل ما قاله فلان أو فلان ، مما اهتدينا إليه بعقولنا حين وزنا الوحي فرأيناه لا يصلح للاهتداء به في هذا المجال ، فهل تظنون أن مثل هذا الجواب يصلح أن يكون مخلصا لكم من عذاب الله؟ ان كان ذلك فاستمروا عليه وغدا سترون أنه لن يغني عنكم شروى نقير. أما نحن فقد أعذرنا إليكم وبينا لكم الحق فأبيتم الا العناد واللجاجة في الباطل وتلك علامة الخذلان ونفخة الشيطان.
* * *