والوارثون له على التحقيق هم |
|
أصحابها لا شيعة الايمان |
لكن تقسمت الطوائف قوله |
|
ذو السهم والسهمين والسهمان |
لكن نجا أهل الحديث المحض أتب |
|
اع الرسول وتابعوا القرآن |
عرفوا الذي قد قال مع علم بما |
|
قال الرسول فهم أولو العرفان |
وسواهم في الجهل والدعوى م |
|
ع الكبر العظيم وكثرة الهذيان |
مدوا يدا نحو العلى بتكلف |
|
وتخلف وتكبر وتوان |
أترى ينالوها وهذا شأنهم |
|
حاشا العلى من ذا الزبون الغاني |
الشرح : يقسم المؤلف بالله العظيم أن هذه الجيمات الثلاث ما اجتمعت عند أحد وبقى عنده شيء من الايمان. وكيف يبقى له ايمانه ، وقد رأيت ما ترتب على كل واحدة منها من أنواع الكفر والضلال ، فكيف بها اذا لو اجتمعت؟ لا شك أن من كتب عليه أن تجتمع هذه الخلايا فيه فيكون جبريا مرجئا جهميا يصير بها من العتاة في الكفر والالحاد.
والجهم بن صفوان الترمذي قبحه الله هو الذي أسس قواعد هذه الضلالات الثلاث ، فغدت من بعده قسمة بين أصحاب المذاهب والمقالات ، كل منهم يأخذ منها بنصيب مقدور ، وهؤلاء الذين شايعوا جهما في ضلالاته هم وراؤه على الحقيقة وان كان نصيب كل منهم من هذه التركة الوبيئة يختلف عن الآخر ، فمنهم صاحب السهم الواحد ، ومنهم صاحب السهمين ، ومنهم صاحب السهمان الكثيرة.
وأما أهل الحديث الصرف من اتباع الرسول وجند القرآن فقد نجوا من التلبس بشيء منها ، لأنهم عرفوا ما قاله القرآن وما جاء به الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فاستمسكوا بنصوص الوحيين ، واستضاءوا بذينك النورين ، ولم يكترثوا لما خالفهما. وأما سواهم فهو يرتع في جهله ودعاواه العريضة ، مع ما فيه من الصلف والتكبر وكثرة الخلط والهذيان. ومن العجيب أنه ينشد المعالي ويمد إليها يده مع تكلفه وتخلفه وتكبره وتوانيه ، فهل تظنه ينالها الا كل من قدم لها غالي الأثمان ،