وكتابه هو عنده وضع على الع |
|
رش المجيد الثابت الأركان |
اني أنا الرحمن تسبق رحمتي |
|
غضبي وذاك لرأفتي وحناني |
ولقد أشار نبينا في خطبة |
|
نحو السماء بإصبع وبنان |
مستشهدا رب السموات العلى |
|
ليرى ويسمع قوله الثقلان |
أتراه أمسى للسما مستشهدا |
|
أم للذي هو فوق ذي الأكوان |
ولقد أتى في رقية المرض |
|
ى عن الهادي المبين أتم ما تبيان |
نص بأن الله فوق سمائه |
|
فأسمعه ان سمعت لك الأذنان |
الشرح : بعد أن فرغ من دلالة آيات الكتاب الحكيم على اثبات صفة العلو للعلي العظيم شرع في إيراد ما تضمنته السنة الصحيحة من دلالات واضحة واشارات صريحة لا تخفى الا على من أعمى الهوى والتعصب بصائر قلوبهم ، فمن ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم في الحديث الصحيح «ان الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش أن رحمتي سبقت غضبي» فقوله في كتاب موضوع عنده فوق العرش لا يحتاج الى بيان أن تلك العندية تقتضي وجوده سبحانه فوق عرشه.
ومن ذلك أيضا ما ثبت عنه صلىاللهعليهوسلم في خطبة الوداع التي شهدها الجم الغفير من الصحابة أنه كان يوجه إليهم نصائحه ووصاياه (ويشير بإصبعه الى السماء ثم ينكبها إليهم ، ثم يقول لهم : الا هل بلغت اللهم فاشهد) غير مرة ، فالاشارة بإصبعه الى السماء لا يعقل أنه أراد بها أن يستشهد بالسماء على تبليغه رسالة الله التي أرسله بها الى خلقه ، ولكنه أراد بها أن يشهد ربه عزوجل في آخر مجمع وأعظم مشهد حضره أنه أتم رسالة ربه وبرئ من تبعة التقصير والكتمان ، ولهذا قال لهم في آخر خطبته «فليبلغ الشاهد منكم الغائب» فرب مبلغ أوعى من سامع.
ومن ذلك قوله في حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره كالطبراني والحاكم وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات «ربنا الله الذي في السماء تقدس