ودعوة الى ضلال ، وكفاكم هذا خذلانا.
والعجيب من أمركم انكم كلما دعاكم داع الى الرجوع للأصل الأول ، وهو كتاب الله وسنة رسوله نفرتم منه نفار الوحش وقلتم له مقالة المغيظ المحنق ، لقد أزريت بأقدار الشيوخ وانتهكت حرمة العلماء حيث تدعونا الى ترك أقوالهم وعدم الإصغاء الى آرائهم وأما نحن فقد حفظنا حرمتهم حيث لم نتجاوز أقوالهم ولم نعد آراءهم مقدار بنان أي طرف إصبع ، وهذا الذي أشار إليه المؤلف هو دأب هؤلاء المقلدة الجامدين في كل زمان يعدون كل من يدعو الى الكتاب والسنة وأخذ الدين منهما متهجما على الأئمة مزريا بمذاهبهم التي يجب في نظرهم اتباعها وأخذ الأحكام منها دون مناقشة فبئس ما رضوا لأنفسهم أن يحرموها ميزة الفهم والادراك التي جعلها الله خاصة الانسان.
* * *
يا قوم والله العظيم كذبتم |
|
وأتيتم بالزور والبهتان |
ونسبتم العلماء للأمر الذي |
|
هم منه أهل براءة وأمان |
والله ما أوصاكم أن تتركوا |
|
قول الرسول لقولهم بلسان |
كلا ولا في كتبهم هذا بلى |
|
بالعكس أوصاكم بلا كتمان |
اذ قد أحاط العلم منهم أنهم |
|
ليسوا بمعصومين بالبرهان |
كلا وما منهم احاط بكل ما |
|
قد قاله المبعوث بالقرآن |
فلذاك أوصاكم بأن لا تجعلوا |
|
أقوالهم كالنص في الميزان |
لكن زنوها بالنصوص فإن توا |
|
فقها فتلك صحيحة الاوزان |
الشرح : يقسم المؤلف بالله العظيم أن هؤلاء المقلدة المتباكين على حرمة الائمة ومذاهبهم قد كذبوا على هؤلاء الائمة ونسبوهم الى ما هم منه براء من دعوة الناس الى الأخذ بمذاهبهم دون نظر في أدلتها من الكتاب والسنة. والله سبحانه ما أمرنا في كتابه أن نترك قول الرسول لقول أحد من الناس ، بل قال سبحانه : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر : ٧] وقال :