عليه وآله وسلم يمشي حتى دخل عليه ، فقال له : «أبشر يا كعب» (١). فقالت أمه : هنيئا لك الجنة يا كعب! فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من هذه المتألية (٢) على الله؟ قلت : هي أمي يا رسول الله. فقال : «ما يدريك يا أمّ كعب! لعلّ كعبا قال ما لا ينفعه ومنع ما لا يغنيه».
١٢٢٢٦ ـ أم كلثوم بنت سيد البشر (٣) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة؟ وتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة عنده.
قال أبو عمر : كان عتبة بن أبي لهب تزوّج أم كلثوم قبل البعثة ، فلم يدخل عليها حتى بعث النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. فأمره أبوه بفراقها ، ثم تزوّجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع ، ولم تلد له. قال وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدّثت بذلك.
قلت : وحديثها بذلك سقته في فتح الباري. والمحفوظ أن قصّة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم ، ويحتمل أن تشهدهما جميعا.
قال ابن سعد : خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مع فاطمة وغيرها من عيال النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة في ربيع الأول سنة ثلاث ، وماتت عنده في شعبان سنة تسع ، ولم تلد له.
وساق بسند له عن أسماء بنت عميس ، قالت : أنا غسلت أم كلثوم وصفيّة بنت عبد المطّلب.
ومن طريق عمرة غسلتها نسوة منهن أم عطيّة. وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد ، عن أنس : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على قبرها ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : «فيكم أحد لم يقارف اللّيلة». فقال أبو طلحة : أنا. فقال : «انزل في قبرها». وقال الواقديّ بسند له : نزل في حفرتها علي ، والفضل ، وأسامة بن زيد. وقال غيره : كان عتبة
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٣١٠٢) وأحمد في المسند ٣ / ٤٥٩ وعبد الرزاق في المصنف (٩٧٤٤) والطبراني في الكبير ١٩ / ٤٦ والخطيب في التاريخ ٤ / ٢٧٣.
(٢) يتألى على الله : أي من حكم عليه وحلف كقولك : والله ليدخلن الله فلانا النار ، ولينجحنّ الله سعي فلان.
والمتألّين : الذين يحكمون على الله ويقولون : فلان في الجنة وفلان في النّار النهاية ١ / ٦٢.
(٣) طبقات ابن سعد ٨ / ٣٧ ، تاريخ خليفة ٦٦ ، المعارف ١٢٦ ، تاريخ الفسوي ٣ / ١٥٩ ، المستدرك ٤ / ٤٨ ، العبر ١ / ٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢١٦ ، شذرات الذهب ١ / ١٠ ، أسد الغابة ت (٧٥٨١) ، الاستيعاب ت (٣٦٦١).