اختلف فيه الرّواة عن ابن إسحاق ، فقال يونس بن بكير وغيره عنه ماوية بالواو ، فذكر قصّة خبيب بن عدي لما أسره المشركون من بئر معونة وصفدوه ليقتلوه.
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مارية مولاة حجير بن أبي إهاب ، قالت : حبس خبيب بمكّة في بيتي ، فلقد اطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب أعظم من رأسه يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبّة عنب.
قلت : وهذا ذكره البخاريّ في الصّحيح في قصّة قتل خبيب ، لكن ليس في روايته : أعظم من رأسه ، وقال في روايته : وما بمكّة يومئذ ، وهو المراد ، فكأنه أطلق الأرض وأراد أرض مكّة.
وذكر أبو عمر ، عن العقيليّ بسنده إلى عبد الله بن إدريس الأودي ، عن محمد بن إسحاق : حدّثني ابن أبي نجيح ، أنه حدّث عن مارية مولاة حجير ، كذا ذكرها بالرّاء والتخفيف ، وكان خبيب بن عدي حين حبس في بيتها ، فكانت تحدّث بعد أن أسلمت قالت : والله إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذ اطلعت من خلل الباب وفي يده قطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه ، وما أعلم في الأرض حبّة عنب ، فلما حضره القتل قال : يا مارية ، التمسي لي حديدة أتطهر بها. قالت : فأعطيت الموسى غلاما منّا ، وأمرته أن يدخل بها عليه ، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه ، فقلت : فأعطيت الموسى غلاما منّا ، وأمرته أن يدخل بها عليه ، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه ، فقلت : أصاب الرجل ثأره ، يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل ، فلما انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة ، وقال : لعمري! ما خافت أمّك غدري حين أرسلت إليّ بهذه الحديدة ـ يعني معك ، ثم خلّي سبيله.
وهذه القصّة عند البخاريّ أيضا ، وفيها بعض مغايرة. وذكره ابن سعد عن الواقديّ عن رجاله من أهل العلم ، وفيها أنهم حبسوه عندها حتى يخرج الشّهر الحرام فيقتلوه ، وكانت تحدّث بقصّته بعد ، وأسلمت وحسن إسلامها ، وفيها : وكان يتهجد بالقرآن ، فإذا سمعه النّساء بكين ورققن عليه ، فقلت له : هل لك من حاجة؟ قال : لا ، إلا أن تسقيني العذيب ، ولا تطعميني ما ذبح على النّصب ، وتخبريني إذا أرادوا قتلي ، فلما أرادوا قتله أخبرته ، فو الله ما اكترث بذلك ، وقال : ابعثي لي حديدة أستصلح بها ، فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين ، وكانت أرضعته ، ولم يكن ابنها ولادة ، فذكرت نحو ما تقدّم ، وفيه : ما كنت لأقتله ولا يستحلّ في ديننا الغدر.
١١٧٤٥ ـ محبة بنت الربيع بن عمرو بن أبي زهير الأنصاريّة (١) ، من بني الحارث بن الخزرج.
__________________
(١) أسد الغابة (٧٢٨٠).