صلىاللهعليهوآلهوسلم حلة إستبرق ، فقال : «اجعلها خمرا بين الفواطم» (١) ، فشققتها أربعة أخمرة : خمارا لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخمارا لفاطمة بنت أسد ، وخمارا لفاطمة بنت حمزة ، ولم يذكر الرابعة.
قلت : ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبا.
١١٥٩٤ ـ فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية العدوية ، أخت عمر (٢).
تقدم نسبها في ترجمة أخيها ، أسلمت قديما مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وحكى الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» أن اسمها أميمة ، قال : وولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن. وقال أبو عمر : خبرها في إسلام عمر خبر عجيب.
قلت : أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه ، وأبو نعيم في (٣) طريقه ، ومن طريق إسحاق بن عبد الله ، عن أبان بن صالح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : سألت عمر عن إسلامه ، قال : خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزوميّ ، فقلت له : أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال : قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني؟ قال : قلت : ومن هو؟ قال : أختك وختنك (٤). قال : فانطلقت فوجدت الباب مغلقا ، وسمعت همهمة ، قال : ففتح لي الباب ، فدخلت ، فقلت : ما هذا الّذي أسمع؟ قالت : ما سمعت شيئا ، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها ، فقالت : قد كان ذلك رغم أنفك. قال : فاستحييت حين رأيت الدم ، وقلت : أروني الكتاب ... فذكر القصة بطولها.
وروى الواقديّ عن فاطمة بنت مسلم الأشجعيّة ، عن فاطمة الخزاعية ، عن فاطمة بنت الخطاب ـ أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لا تزال أمّتي بخير ما لم يظهر فيهم حبّ الدّنيا في علماء فسّاق ، وقرّاء جهّال ، وجبابرة ، فإذا ظهرت خشيت أن يعمّهم الله بعقاب».
وسيأتي في الكنى أن الزبير قال : إن والدة عبد الرحمن الأكبر بن سعيد بن زيد هي أم جميل بنت الخطاب ، فكأن اسمها فاطمة ، ولقبها أميمة ، وكنيتها أم جميل.
__________________
(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١١٨٩ في كتاب اللباس باب ١٩ لبس الحرير والذهب للنساء حديث رقم ٣٥٩٦.
(٢) أسد الغابة ت (٨١٨٢) ، الاستيعاب ت (٣٥٠٤).
(٣) في أ : من طريقه.
(٤) الأختان من قبل المرأة والأحماء من قبل الرجل والصهر يجمعهما ، وخاتن الرّجل الرّجل إذا تزوج إليه.
النهاية ٢ / ١٠.