إما أن يكون صادقا أو لا يكون صادقا ، فإن لم يكن صادقا ، فلا فائدة فيه ؛ إذ ليس قوله أولى من قول غيره ، وإن كان صادقا ؛ فلا بد من معرفة صدقه ، ولا سبيل إليه لما تقدم.
وعلى هذا فقد بطل ما ذكره الحسن بن محمد الصّباح فى أمر الإمام ، ووجوب اتباعه ، ولا نعرف خلافا بين المسلمين فى كفر هذه / / الطائفة ، وأن حكمهم حكم المرتدين ، وسيأتى تفصيل القول فيه (١).
وأما الزيدية (٢) : فثلاث فرق :
الفرقة الأولى : الجارودية (٣).
أصحاب أبى الجارود ، زعموا أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نصّ على عليّ بالوصف ، دون التسمية ، وأن الصحابة كفروا بتركهم الاقتداء بعليّ بعد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم الإمامة بعده فى الحسن ، ثم فى الحسين ، ثم الإمامة شورى فى ولدهما ، فمن خرج منهم عالما ، فاضلا ، داعيا إلى الله ؛ فهو الإمام.
ثم اختلفوا : فمنهم من قال : إن الإمام المنتظر محمد بن عبد الله بن الحسين ، وأنكر قتله ، ومنهم من قال : الإمام المنتظر محمد بن القاسم ، ومنهم من ينتظر يحيى بن عمير صاحب الكوفة ، وسيأتى إبطال قولهم فيما بعد (٤).
__________________
/ / أول ل ١٤٣ / ب.
(١) انظر ما سيأتى ل ٢٥٨ / أوما بعدها.
(٢) هم أتباع الإمام زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنهم» (٨٠ ـ ١٢٢ ه) وهم أقرب فرق الشيعة من أهل السنة والجماعة.
يتميزون بالبعد عن التطرف والغلو. قصروا الإمامة على أولاد على ـ رضي الله عنه ـ من فاطمة رضى الله عنها ـ وقد افترقوا إلى فرق كما هو موضح فى الأصل.
انظر بشأن هذه الفرقة : مقالات الإسلاميين للأشعرى ص ١٤٠ وما بعدها والفرق بين الفرق ص ٢٢ ، ٣٠ ـ ٣٧ والملل والنحل ص ١٥٤ ـ ١٦٢ ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٥٢ ، ٥٣ ، وشرح المواقف ص ٣٩ ـ ٤١ من التذييل. ومن الدراسات الحديثة : الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة ص ٢٥٥ ـ ٢٦٢ وإسلام بلا مذاهب ص ٢٢٥ ـ ٢٣٣ ، وتاريخ المذاهب الإسلامية ص ٤٧ ـ ٥٢ ، جذور الفتنة فى الفرق الإسلامية ص ٢٢٥ وما بعدها.
(٣) الجارودية : أصحاب أبى الجارود وهو زياد بن المنذر الهمذانى الخراسانى سماه الإمام الباقر سرخوبا. وفسره :
شيطان أعمى يسكن البحر وكان من غلاة الشيعة ، وقيل عنه. إنه كذاب يضع الحديث فى مثالب الصحابة مات سنة ١٥٠ ه. وانظر فى شأن هذه الفرقة : مقالات الإسلاميين ص ١٤٠ وما بعدها ، والملل والنحل ص ١٥٧ وما بعدها ، والفصل لابن حزم ٤ / ١٧٩. والتبصير فى الدين ص ١٦ والفرق بين الفرق ص ٣٠ وما بعدها.
(٤) انظر ما سيأتى فى القاعدة الثامنة الإمامة.