(الاحتجاج) (١) عن حفص بن غياث قال : شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء (٢) يسأل أبا عبد الله الصادق (ع) عن قوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ما ذنب الغير؟ قال (ع) : «ويحك هي هي وهي غيرها ، قال فمثل ذلك شيء من أمر الدنيا ، قال : نعم أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها» فالآية لا تدل على مدّعى التناسخي ، وقد استدلوا بآيات أخرى ذكرها في (البحار) و (الأسفار) في أحوال النفس وفي
__________________
(١) ص ١٩٤ ط النجف.
(٢) عبد الكريم بن أبي العوجاء جعله في كتاب الفرق بين الفرق ، (ص ٢٧٣ ، نشر دار المعرفة ـ بيروت) ، من القدرية القائلين بالتناسخ ، وذكر أنه كان وضع أحاديث كثيرة بأسانيد يغترّ بها من لا معرفة له بالجرح والتعديل ، وتلك الأحاديث التي وضعها كلها ضلالات في التشبيه والتعطيل ، وفي بعضها تغيير أحكام الشريعة ، وهو الذي أفسد على الرافضة صوم رمضان بالهلال وردهم عن اعتبار الأهلة ، إلى أن قال : «ورفع خبر هذا الضال إلى أبي جعفر بن محمد بن سليمان عامل المنصور على الكوفة فأمر بقتله ، فقال لن يقتلوني لقد وضعت أربعة عشر ألف حديث أحللت بها الحرام ، وحرّمت بها الحلال» وذكر في كتاب (سفينة البحار) أن ابن أبي العوجاء كان من تلامذة أبي الحسن البصري فانحرف عن التوحيد ، وذكر شيئا من ترجمته في ج ٢ ص ٢٨٤ وص ٤٤٠