(٥٣٧) أحدها : أنّ مالك بن الصّيف رأس اليهود ، أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنشدك بالذي أنزل التّوراة على موسى ، أتجد فيها أنّ الله يبغض الحبر السّمين»؟ قال : نعم. قال : «فأنت الحبر السّمين». فغضب ، ثم قال : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ؛ وكذلك قال سعيد بن جبير ، وعكرمة : نزلت في مالك بن الصّيف.
(٥٣٨) والثاني : أنّ اليهود قالوا : يا محمّد ، أنزل الله عليك كتابا؟ قال : «نعم». قالوا : والله ما أنزل الله من السّماء كتابا ، فنزلت هذه الآية ، رواه الوالبي عن ابن عباس.
(٥٣٩) والثالث : أنّ اليهود قالوا : يا محمّد ، إنّ موسى جاء بألواح يحملها من عند الله ، فائتنا بآية كما جاء موسى ، فنزل : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ) ، إلى قوله : (عَظِيماً) (١). فلمّا حدّثهم بأعمالهم الخبيثة ، قالوا : والله ما أنزل الله عليك ولا على موسى وعيسى ، ولا على بشر ، من شيء ، فنزلت هذه الآية ، قاله محمد بن كعب.
والرابع : أنها نزلت في اليهود والنّصارى ، آتاهم الله علما ، فلم ينتفعوا به ، قاله قتادة.
(٥٤٠) والخامس : أنها نزلت في فنحاص اليهودي ، وهو الذي قال : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) ؛ قاله السّدّيّ.
(٥٤١) والسادس : أنها نزلت في مشركي قريش ، قالوا : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.
والسابع : أنّ أوّلها ، إلى قوله : (مِنْ شَيْءٍ) في مشركي قريش. وقوله تعالى : (مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى) في اليهود ، رواه ابن كثير عن مجاهد.
وفي معنى (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ثلاثة أقوال : أحدها : ما عظّموا الله حقّ عظمته ، قاله ابن
____________________________________
(٥٣٧) ضعيف. أخرجه الطبري ١٣٥٣٩ من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير مرسلا ، وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٤٤٠ عن سعيد بن جبير بدون إسناد.
(٥٣٨) عزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس وهي رواية واهية فيه انقطاع بين علي الوالبي وابن عباس.
ـ أخرجه الطبري ١٣٥٤٤ من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٤٣٨ من رواية الوالبي عن ابن عباس.
(٥٣٩) مرسل. أخرجه الطبري ١٣٥٤٢ عن محمد بن كعب القرظي مرسلا والمرسل من قسم الضعيف.
(٥٤٠) مرسل. أخرجه الطبري ١٣٥٤١ عن السدي مرسلا ، والمرسل من قسم الضعيف.
الخلاصة هذه الروايات وإن كانت ضعيفة أو مرسلة لكنها تتأكد بمجموعها ومع ذلك اختار ابن جرير القول الآتي ، انظر التعليق على ذلك.
(٥٤١) مرسل أخرجه الطبري ١٣٥٤٧ عن مجاهد مرسلا والمرسل من قسم الضعيف.
__________________
وَتُخْفُونَ كَثِيراً) منها. أن يكون بالياء لا بالتاء ، على معنى : أن اليهود يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا ، ويكون الخطاب بقوله : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ) لمشركي قريش ، وهذا هو المعنى الذي قصده كمجاهد إن شاء الله في تأويل ذلك ، وكذلك كان يقرأ. ا ه.
(١) سورة النساء : ١٥٣ ـ ١٥٦.